Skip to playerSkip to main content
  • 3 months ago
علم اجتماع

Category

📚
Learning
Transcript
00:00في أن أهل الأمصار على الإطلاق قاصرون في تحصيل هذه الملكة اللسانية التي تستفاد بالتعليم ومن كان منهم أبعد عن اللسان العربي كان حصولها له أصعب وأعسر
00:17والسبب في ذلك ما يسبق إلى المتعلم من حصول ملكة منافية للملكة المطلوبة بما سبق إليه من اللسان الحضري الذي أفادته العجمة
00:29حتى نزل بها اللسان عن ملكته الأولى إلى ملكة أخرى هي اللغة الحضري لهذا العهد
00:38ولهذا نجد المعلمين يذهبون إلى المسابقة بتعليم اللسان للولدان وتعتقد النحاة أن هذه المسابقة بصناعتهم وليس كذلك
00:50وإنما هي بتعليم هذه الملكة بمخالطة اللسان وكلام العرب
00:56نعم صناعة النحو أقرب إلى مخالطة ذلك وما كان من لغات أهل لمصار أعرق في العجمة
01:05وأبعد عن لسان مضر قصر بصاحبه عن تعلم اللغة المضرية وحصول ملكتها لتمكن المنافات حينئذ
01:15واعتبر ذلك بحال أهل المشرق لعهد الدولة الأموية والعباسية
01:21فكان شانهم عاليا في تمام هذه الملكة وإجادتها
01:26لبعدهم لذلك العهد عن العاجم ومخالطتهم إلا في القليل
01:31فكان أمر هذه الملكة في ذلك العهد أقوى
01:36وكان فحول الشعراء والكتاب أوفر لتوفر العرب وأبنائهم بالمشرق
01:45حتى تلاشى أمر العرب ودرست لغتهم وفسد كلامهم
01:50وانقضى أمرهم ودولتهم
01:53وصار الأمر للعاجم والملك في أيديهم والتغلب لهم
02:00وذلك في دولة الديلم والسلجوقية
02:03وخالطوا أهل الأمصار والحواضر حتى بعدوا عن اللسان العربي وملكته
02:10وصار متعلمها منهم مقصرا عن تحصيلها
02:15وعلى ذلك نجد لسانهم لهذا العهد في فني المنظوم والمنثور
02:21وإن كانوا مكفرين منه والله سبحانه وتعالى أعلم وبه التوفيق
02:27في انقسام الكلام إلى فني النظم والنثر
02:32اعلم أن لسان العرب وكلامهم على فنين في الشعر المنظوم
02:39وهو الكلام الموزون المقفى
02:41ومعناه الذي تكون أوزانه كلها على روي واحد وهو القافية
02:48وفي النثر وهو الكلام غير الموزون
02:52وكل واحد من الفنين يشتمل على فنون ومذاهب في الكلام
02:58فأما الشعر فمنه المدح والهجاء والرثاء
03:02وأما النثر فمنه السجع الذي يؤتى بها قطعا
03:07ويلتزم في كل كلمتين منه قافية واحدة
03:13يسمى سجعا
03:15ومنه المرسل وهو الذي يطلق فيه الكلام إطلاقا ولا يقطع أجزاء
03:22بل يرسل إرسالا من غير تقييد بقافية ولا غيرها
03:27ويستعمل في الخطب والدعاء وترغيب الجمهور وترهيبهم
03:32وأما القرآن وإن كان من المنثور إلا أنه خارج عن الوصفين
03:38وليس يسمى مرسلا مطلقا ولا مسجعا
03:41بل تفصيل آيات ينتهي إلى مقاطع يشهد الظوق بانتهاء الكلام عندها
03:48ثم يعاد الكلام في الآية الأخرى بعدها
03:51ويثنى من غير التزام حرف يكون سجعا ولا قافية
03:56وهو معنى قوله تعالى
03:59الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مفانية
04:07وشاعر منه جلود الذين يخشون ربهم
04:12وقال قد فصلنا الآيات
04:16ويسمى آخر الآيات منها فواصل
04:21إذ ليست أسجاعا ولا التزم فيها ما يلتزم في السجع
04:27ولا هي أيضا قواف
04:29وأطلق اسم المثاني على آيات القرآن كلها على العموم لما ذكرناه
04:37واختصت بأم القرآن للغلبة فيها كالنجم للثرية
04:42ولهذا سميت السبع المثاني
04:46وانظر هذا مع ما قاله المفسرون في تعليل تسميتها بالمثاني
04:52يشهد لك الحق برجحان ما قلناه
04:56واعلم أن لكل واحد من هذه الفنون أساليب تختص به عند أهله
05:03لا تصلح للفن الآخر ولا تستعمل فيه
05:07مثل النسيب المختص بالشعر والحمد والدعاء المختص بالخطب
05:14والدعاء المختص بالمخاطبات وأمثال ذلك
05:18وقد استعمل المتأخرون أساليب الشعر وموازينه في المنثور
05:24من كثرة الأسجاع والتزام التقفية وتقديم النسيب بين يدي الأغراض
05:31وصار هذا المنثور إذا تأملته من باب الشعر وفنه ولم يفترقا إلا في الوزن
05:39والمحمود في المخاطبات السلطانية الترسل وهو إطلاق الكلام وإرساله من غير تسجيع
05:47إلا في الأقل النادر وحيث ترسله الملكة إرسالا من غير تكلف له
05:54ثم إعطاء الكلام حقه في مطابقته لمقتضى الحال
05:59فإن المقامات مختلفة ولكل مقام أسلوب يخصه من طناب أو إيجاز أو حذف أو إثبات أو تصريح أو إشارة وكناية واستعارة
Be the first to comment
Add your comment

Recommended