Skip to playerSkip to main content
  • 7 weeks ago
علم اجتماع

Category

📚
Learning
Transcript
00:00في علوم اللسان العربي أركانه أربعة وهي اللغة والنحو والبيان والأدب ومعرفتها ضرورية على أهل الشريعة
00:13إذ مأخذ الأحكام الشرعية كلها من الكتاب والسنة وهي بلغة العرب ونقالتها من الصحابة والتابعين عرب
00:24وشرح مشكلاتها من لغاتهم فلابد من معرفة العلوم المتعلقة بهذا اللسان لمن أراد علم الشريعة
00:35والمقدم منها هو النحو إذ به يتبين أصول المقاصد بالدلالة فيعرف الفاعل من المفعول والمبتدأ من الخبر
00:47ولولا هو لجهل أصل الإفادة وكان من حق علم اللغة التقدم فعلم النحو أهم من اللغة إذ في جهلة الإخلال بالتفاهم جملة
01:00وليست كذلك اللغة
01:04علم النحو
01:05إعلم أن اللغة في المتعارف هي عبارة المتكلم عن مقاصده وتلك العبارة فعل لساني
01:13ناشئة عن القصد لإفادة الكلام
01:16كل أمة بحسب اصطلاحاتهم وكانت الملكة الحاصلة للعرب من ذلك أحسن الملكات
01:25وأوضحها إبانة عن المقاصد لدلالة غير الكلمات فيها على كثير من المعاني
01:32مثل الحركات وهي ملكة في ألسنتهم يأخذها الآخر عن الأول
01:40كما تأخذ صبياننا لهذا العهد لغاتنا
01:45فلما جاء الإسلام وفارق الحجاز لطلب الملك الذي كان في أيدي الأمم والدول
01:54وخالطوا العجم تغيرت تلك الملكة بما ألقى إليها السمع من المخالفات التي للمتعربين من العجم
02:06والسمع أبو الملكات اللسانية ففسدت بما ألقى إليها مما يغيرها لجنوحها إليه باعتياد السمع
02:19وخشي أهل الحلوم منهم أن تفسدت تلك الملكة رأسا ويطول العهد فينغلق القرآن والحديث على الفهم
02:29فاستنبطوا من مجاري كلامهم قوانين لتلك الملكة مضطردة شبه الكليات والقواعد
02:43وصارت كلها إصطلاحات خاصة بهم فقيدوها بالكتاب وجعلوها صناعة لهم مخصوصة
02:52واصطلحوا على تسميتها بعلم النحو
02:55وأول من كتب فيها أبو الأسود الدؤلي من بني كنانة
03:01ويقال بإشارة علي رضي الله عنه لأنه رأى تغير الملكة
03:07فأشار عليه بحفظها ففزع إلى ضبطها بالقوانين الحاصرة المستقرأة
03:14ثم كتب فيها الناس من بعد إلى أن انتهت إلى الخليل بن أحمد الفراهدي
03:22أيام الرشيد أحوج ما كان الناس إليها لذهاب تلك الملكة من العرب
03:30فهذب الصناعة وكمل أبوابها وأخذها عنه سيبوية
03:37أو سيبويه فكمل تفاريعها واستكثر من أدلتها وشواهدها
03:44ووضع فيها كتابه المشهور الذي صار إماما لكل ما كتب فيها من بعده
03:52وقد كادت هذه الصناعة أن تذن بالذهاب لما رأينا من النقص في سائر العلوم والصنائع بتناقص العمران
04:04علم اللغة
04:06هذا العلم هو بيان الموضوعات اللغوية
04:11وذلك أنه لما فسدت ملكة اللسان العربي في الحركات المسمات عند أهل النحو بالإعراب واستنبطت القوانين لحفظها كما قلناه
04:24ثم استمر ذلك الفساد بملابسة العجم ومخالطتهم حتى تأدى الفساد إلى موضوعات الألفاظ
04:32فاستعمل كثير من كلام العربي في غير موضوعه عندهم
04:39ميلا مع هجنة المتعربين في الصلاحاتهم المخالفة لصريح العربية
04:47فاحتيج إلى حفظ الموضوعات اللغوية بالكتاب والتدوين خشية الدروس وما ينشأ عنه من الجهل بالقرآن والحديث
04:59فشمر كثير من آئمة اللسان لذلك وأملو فيه الدواوين
05:05وكان سابق الحلبة في ذلك الخليل بن أحمد الفراهيدي ألف فيها كتاب العين
05:13فحصر فيه مركبات حروف المعجم كلها من الثنائي والثلاثي والرباعي والخماسي
05:22وهو غاية ما ينتهي إليه التركيب في اللسان العربي
05:28وبدأ من حروف الحلق بالعين لأنه الأقصى منها
05:33فلذلك سمي كتابه بالعين
05:37ثم لما كانت العرب تضاع الشيء على العموم ثم تستعمل في الأمور الخاصة ألفاظ أخرى خاصة بها
05:46فرق ذلك عندنا بين الوضع والاستعمال في الأمور الخاصة ألفاظ أخرى خاصة بها
05:54وأحتاج إلى فقه في اللغة عزيز المأخذ
05:59واختص بالتأليف في هذا المنحى الثعالبي وأفراده في كتاب له سماه فقه اللغة
06:10وهو من آكد ما يأخذ به اللغوي نفسه على أن يحرف استعمال العربي
06:19عن مواضعه فليس معرفة الوضع الأول بكاف في التركيب حتى يشهد له استعمال العرب
06:29وأكثر ما يحتاج إلى ذلك الأديب في فني نظمه ونثره
06:37حذرا من أن يكثر لحنه في الموضوعات اللغوية في مفرداتها وتراكيبها
06:44وهو أشد من اللحن في الإعراب وأفحش
06:47علم البيان هذا العلم حادث في المنة بعد علم العربية واللغة
06:53وهو من العلوم اللسانية لأنه متعلق بالألفاظ
06:57وما تفيده ويقصد بها الدلالة عليه من المعاني
07:03وقد اجتمل هذا العلم المسمى بالبيان على البحث عن الدلالات التي للهيئات
07:09وجعل على ثلاثة أصناف
07:12الصنف الأول يبحث فيه عن هذه الهيئات والأحوال التي تطابق باللفظ جميع مقرتضيات الحال
07:21ويسمى علم البلاغة
07:25والصنف الثاني يبحث فيه عن الدلالة على اللازم اللفظي وملزومه وهي الاستعارة والكناية كما قلناه
07:34ويسمى علم البيان والحقوا بهما صنفا آخر وهو النظر في تزيين الكلام وتحسينه بنوع من التنميق
07:43إما بسجع يفصله أو تجنيس يشابهه
07:48بين ألفاظه أو تورية عن المعنى المقصود بإبهام معنى أخفى منه الاشتراك اللفظ بينهما
07:57وأمثال ذلك ويسمى عندهم علم البديع
08:03وأطلق على الأصناف الثلاثة عند المحدثين اسم البيان وهو اسم الصنف الثاني
08:10لأن لقدمين أول ما تكلموا فيه ثم تلاحقت مسائل الفن واحدة بعد أخرى
08:17والعناية به لهذا العهد عند أهل المشرق في الشرح والتعليم منه أكثر من غيره
08:27وبالجملة فالمشارقة على هذا الفن أقوم من المغاربة
08:31وسبابه والله أعلم أنه كمالي في العلوم اللسانية
08:37وصنائع الكمالية توجد في العمران والمشرق أوفر عمرانا من المغرب كما ذكرناه
08:44واعلم أن ثمرة هذا الفن إنما هي في فهم الإعجاز في القرآن
08:50لأن إعجازه في وفاء الدلالة منه بجميع مقتضيات الأحوال منطوقة ومفهومة
08:57أو منطوقه ومفهومه
09:00وهي أعلى مراتب الكلام وهذا هو الإعجاز الذي تقصر عنه الأفهام
09:06وإنما يدرك بعض الشيء منه من كان له ذوق بمخالطة اللسان العربي وحصول ملكته
09:14فيدرك من إعجازه على قدر ذوقه
09:17فلهذا كانت مدارك العربي الذين سمعوه من مبلغه أعلى مقاما في ذلك
09:24لأنهم فرسان الكلام وجهابذته
09:27والذوق عندهم موجود بأوفر ما يكون وأصحه
09:32وأحوج ما يكون إلى هذا الفن المفسرون
09:36علم الأدب
09:37هذا العلم لا موضوع له ينظر في إثبات عوارضه أو نفيها
09:42وإنما المقصد منه عند أهل اللسان ثمرته
09:47وهي الإجادة في فني المنظوم والمنثور على أساليب العرب ومناحيهم
09:54فيجمعون لذلك من كلام العرب ما عساه تحصل به الملكة من شعر عالي الطبقة وسجع متساوء في الإجادة ومسائل من اللغة والنحو مبثوثة أثناء ذلك متفرقة
10:10يستقري منها الناظر في الغالب معظم قوانين العربية
10:16مع ذكر بعض من أيام العربي يفهم به ما يقع في أشعارهم منها
10:23وكذلك الذكر المهم من الأنساب الشهيرة والأخبار العامة
10:29والمقصود بذلك كله
10:31ألا يخفى على الناظر فيه شيء من كلام العرب وأساليبهم ومناحي بلاغتهم
10:38إذا تصفحه
10:40لأنه لا تحصل الملكة من حفظه إلا بعد فهمه
10:45فيحتاج إلى تقديم جميع ما يتوقف عليه فهمه
10:50فهمه
10:51ثم إنهم إذا أرادوا حد هذا الفن قالوا الأدب هو حفظ أشعار العرب وأخبارها
10:59والأخذ من كل علم بطرف يريدون من علوم اللسان أو العلوم الشرعية من حيث متونها فقط
11:08أو متونها فقط
11:09وهي القرآن والحديث إذ لا مدخل لغير ذلك من العلوم في كلام العرب
11:16وسمعنا من شيوخنا في مجالس التعليم أن أصول هذا الفن وأركانه
11:24أربعة دواوين وهي أدب الكاتب لابن قتيبة
11:29وكتاب الكامل للمبرد
11:32وكتاب البيان والتبيين للجاحظ
11:37وكتاب النوادر لأبي علي القالي البغدادي
11:41وما سوى هذه الأربعة
11:43فتبعوا لها وفروع عنها
11:46وكتب المحدثين في ذلك كثيرا
11:49أما الغناء فكان الصدر الأول من أجزاء هذا الفن لما هو تابع للشعر
11:58إذ الغناء إنما هو تلحينه
12:05وكان الكتاب والفضلاء من الخواص في الدولة العباسية
12:10يأخذون أنفسهم به حرصا على تحصيل أساليب الشعر وفنونه
12:15فلم يكن انتحاله قاضحا في العدالة والمروءة
Be the first to comment
Add your comment

Recommended