Passer au playerPasser au contenu principal
  • il y a 15 heures
المؤتمر الدولي الفكري والقانوني
بعنوان
"القضاء بين منظومة القانون الوضعي ومنظومة التشريع الإسلامي"
بتنظيم من الاتحاد الاسلامي الدولي للمحامين وبالاشتراك مع رابطة المحامين المسلمين
تونس- 15 نوفمبر 2025

مداخلة 08 : نماذج وأعلام من قضاة الإسلام. أ. حنان الخميري- المحامية بتونس.
Transcription
00:00بسم الله
00:00السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
00:03وعليه السلام
00:04بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
00:08أعلام ومنارات من قضاة الإسلام
00:14إننا اليوم في خضم فعاليات هذا المؤتمر
00:18الذي يحمل مقارنة بين منظومة القانون الوضعي
00:22ومنظومة التشريع الإسلامي في مجال القضاء
00:25يكون من الضروري استحضار أمثلة عملية
00:29لشخصيات ورجال نبتوا في طربة الحياة الإسلامية
00:34فكانوا مناراتها ساهمت في تأثيث المشهد الإسلامي
00:38فمن المعلوم أن مهمة القضاء
00:41يمارسها في الأصل خليفة المسلمين
00:44بوصفه رئيس الدولة
00:48يعني هو صاحب القضاء الأعلى
00:50أو ما نسميه
00:52لكن ينيب عنه من يشاء
00:56ممن تتوفر فيه المؤهلات الكثيرة
01:00بتحمل أعباء هذه المهمة الثقيلة
01:04لذلك حرص الخلفاء الراشدون
01:08ثم جاء من بعدهم على حفظ حرمة القضاء
01:13وتوفير الحماية للقضاء
01:15وضمان استقلال قضائهم
01:17فكان القضاء العادل الشامخ
01:22امتدادا لدولة عظيمة
01:24أنبتت رجالا عظماء في جميع المجالات
01:27لا سيما منها في مجال القضاء
01:29والواقع أن هناك آلاف الأسماء
01:32من القضاءات الذين يسخروا بهم
01:34تاريخنا الإسلامي العظيم
01:36لكننا سوف نقتصر على ثلاثة من هؤلاء القضاء
01:43أو من هذه الأسماء
01:44التي زخرة بها تاريخنا الإسلامي
01:48وهم كانوا جوانب مضيئة في هذا التاريخ
01:53وهم القاضي شريخ
01:55والقاضي شريك
01:56والقاضي سحنون القيرماني
01:58باعتبار أن مواقفهم وأقضيتهم
02:01تختزل من الأخلاق القضائية الإسلامية
02:05بما تحمله من معاني العزة والاعتزاز
02:08بما أفرزته المعايير الإسلامية
02:11وما تحمله من معاني سامية
02:14في العدل والإنصاف والترفع والورع
02:17وسعة العلم ونحوها
02:19نبدأ بالقاضي شريح
02:21هو شريح بن الحارث الكندي
02:24أسلم قبل وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم
02:28أسلم قبل هذه الوفاة بخمس سنوات
02:33وهو باليمن في سن الثلاثين من عمره
02:36كان منذ صغره شغفا بالعدل
02:39وبعد إسلامه جمع آيات القرآن المتعلقة بالعدل
02:44لأنه كان قد اهتدى عن قناعة بعظمة الإسلام وتكريسه للعدل
02:51تولى شريح قضاء الكوفا منذ عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه
02:57فالشهر بالعدل والحرس على إقامته بين المتخاصمين
03:02مهما كان مركز أحد الطرفين
03:05حينما أصدر خليفة المسلمين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه
03:10قراره بتعيين شريح على قضاء الكوفا واثق
03:15لكنه اشترط أن يجعل فيها دارا مستقلة للقضاء
03:20فاستجاب عمر رضي الله عنه لذلك وعممها على جميع البلاد
03:25والواقعة كانت تحت حكم الخلافة
03:29وبذلك يكون شريح أو شريح أول قاضي يقضي في دار القضاء الخاصة
03:37كان القاضي شريح يتمتع بجميع مواصفات الصلاح والنزاة
03:43والورع إلى جانب سعة علمه ومعرفته
03:48لكنه رغم ذلك كان لا يقطع أمرا حتى يستشير فيها العلماء والفقهاء
03:55فكان مجلس القضاء يضم عددا من العلماء والفقهاء
03:59لاستفسارهم ومساعدته في بلورة أحكامه وصياغتها
04:04وقد سئل القاضي شريح ذات يوم بأي شيء أصبت هذا العلم
04:09فأجاب بمعاونة العلماء
04:12آخذوا آخذوا منهم وأعطيهم
04:15أوصاه عمر بن الخطاب رضي الله عنه في رسالة جاء فيها
04:20إذا أتاك أمر في كتاب الله فاقضي به
04:24فإن لم يكن في كتاب الله وكان في سنة رسول الله فاقضي به
04:29فإن لم يكن فيهما فاقضي بما قضي به أهمة الهدى
04:34فإن لم يكن فأنت بالخيار إن شئت تجتهد رأيك
04:38وإن شئت تآمرني أي تستشيرني
04:41ولا أرى مؤامرتك إيايا إلا أسلم لك
04:45كما أوصاه بكلمات تكتب بماء العيون
04:49فقال لا تشاري ولا تماري
04:53ولا تبع ولا تبتع في مجلس القضاء
04:57كما أوصاه ولا تقضي بين أثنين وأنت غفان
05:02ولقد عرف شريح بموقفه وأقضيته
05:07التي ترجمت شخصية فريدة
05:10فقد روى أنه كتب فوق مجلسه
05:14إن الظالمة وإن حكمت له ينتظر العقاب
05:19وأن المظلومة وإن حكمت عليه ينتظر الإنصاف
05:23وتحت ذلك حديث النبي صلى الله عليه وسلم
05:27إنكم تختصمون إلي وإنما إذا أنا بشر فأيما رجل
05:34كان شريح لا يهاب الخلفاء ولا الولادة في أحكامه
05:39ويعاملهم على قدم المساوات مع خصومهم
05:43فقد تنزع علي وأبي طالب وكان أميرا للمؤمنين مع يودي
05:48أكيد كلكم تعرفون قصة الدرع
05:51فلما أضاع سيدنا علي درعه فاحتكم إليه
05:55فقال له شريح
05:58يا أمير المؤمنين هل من بينة؟
06:01قال نعم الحسن ابني يشهد أن الدرع درعي
06:06قال شريح
06:07يا أمير المؤمنين شهادة الإبن لا تجوز
06:11فقال علي سبحان الله رجل من أهل الجنة لا تجوز شهادته
06:16فأجابه شريح يا أمير المؤمنين ذلك في الآخرة
06:21أما في الدنيا فلا تجوز شهادة الإبن لأبيه
06:25فأجابه علي صدقت الدرع لليهودي
06:29فقال اليهودي أمير المؤمنين قدمني إلى قاضيه
06:34وقاضيه يقضي عليه
06:36أشهد أن هذا الدين هو الحق
06:38وأشهد أن لا إله إلا الله
06:41وأن محمدا رسول الله
06:43وأن الدرع درعك يا أمير المؤمنين
06:46سقط منك ليلا
06:47فأهداه أمير المؤمنين الدرع فرحا بإسلامه
06:51من الأقوال المأثورة على القاضي شريح
06:56وصف سلوك القاضي شريح
07:00بضرورة اعتماد الحكمة واللين في التعامل
07:03مع المتقاضين وسماعهم دون ضجل قائلا
07:06الجدة كناية الجهل
07:10ومن أقوالي أيضاً
07:12عدل يوم أفضل من عبادة ستين سنة
07:15القضاء جمر فادفع الجمر عنك بشاهدين
07:19إذا كنت قاضياً فإنك تصبح ونصف الناس غضبان
07:24القاضي الثاني هو القاضي شريك
07:29كان القاضي شريك بن عبد الله عصامية تكوين
07:33تصدر العلم والفتوى حتى احتل الصفة الأولى من علماء عصره
07:41وأصبح من أشهر القضاة في العصر العباسي
07:45فهو من صناعة نظام الخلافة الذي كان سنداً له في تحقيق العدو
07:51ومواجهة الظلم مهما كان مصدره
07:53وكثيراً ما تكون مواقفه متشديدة
07:56مع بعض الأمراء والمقربين من أصحاب الحك
08:00في الدولة العباسية
08:02فكان يقتص منهم ويأخذ منهم حقوق المظلومين
08:05حتى إذا شكوه إلى والي الكوفة قال لهم
08:09والله ما أتعرض لشريك ولا أقدر عليه
08:13ويذكر المؤرخ بن كفير أن شريكاً إذا افتتح مجلس القضاء
08:20أخرج ورقة وقرأها وكان مكتوباً فيها
08:23يا شريك بن عبد الله أذكر الصلاة وحدته
08:27يا شريك بن عبد الله أذكر الموقف بين يدي
08:32بين يدي الله تعالى
08:35وقبل أن يجلس للقضاء كان يأتي المسجد ويصلي ركعتين
08:40ثم بعد أن يقرأ تلك الورقة التي تذكره بمسؤوليته أمام الله تعالى
08:46يدعو الخصومة للتقاضي
08:49جمع شريك بين العلم والفتنة
08:53إذن قلنا شريك عندما تم تعيينه للقضاء
09:01دخل إلى منزله فقال لابنته خديجة
09:05اليوم ذبح أبيك بغير سكين
09:08استشعاراً منه بخطورة مسؤولية القضاء
09:11لم يفرح بهذا المنصب وقام الأفراح لا
09:15اليوم ذبح أبيك أبوك بغير سكين
09:19كان للإمام والقاضي سحنون
09:23الفضل الأكبر في تركيز المذهب المالكي
09:28ونشره وتوحيده بإفريقيا
09:30وأجرى عديد الإصلاحات الهامة
09:34على القضاء الأغلبي
09:35التي كان لها تأثير على القضاء الإسلامي
09:39فتميزها بالحكمة وتفعيل الأحكام الشرعية وتأصيلها
09:45وأحدث المحاكم القضائية
09:48التي يجلس فيها القاضي لسماع ما يجب سماعه من النوازلي
09:53وضبط القواعد الإجرائية أو تحديد قواعد خاصة بالتوفيق
09:58وذلك بإحداث دفتر تسجيل الأحكام
10:01لله يضرهم من رجال وقضات
10:04لا يمكن حتى أن نحاول أن نجد من يشابههم
10:10في ظل هذه الأنظمة القائمة
10:13التي تنادي بأنها تؤسس للمساواة والعدل والديمقراطية وغيرها
10:21الخصاء الخلاصة
10:24إن نجاح القضاء المسلمين على إقامة العدل
10:28يرجع بالأساس إلى انتمائهم إلى منظومة قضائية عادلة
10:32فالقضات لم يكونوا بمعزل عن النظام الإسلامي
10:36الذي يطبق منظومة تشريعية متميزة
10:41فكان القضاء متميزا من تميز التشريع
10:45والقضات متميزين من تميز التشريع
10:49ولذلك حينما نستحضر منظومة القضاء الإسلامي
10:53فإننا نستحضر معها أعلى معاني العدالة والإنصاف
10:57تحققت فعليا بفضل قضاة كانوا عنوين الصلاح والتقوى
11:02وسعة العلم والنزاهة والعدل لتمسكهم بالتشريع الإسلامي
11:09أما حينما نذكر منظومة القضاء الوضعي ومعاييرها العلمانية
11:14فإننا نستشهد ونحن نعيشه اليوم وطالما عشناه وعاشوه من قبلنا
11:21نستحضر مشهدا قائما من المحسوبية والرشاوي والمظالم المتراكمة والفساد
11:29الأمر الذي أدى إلى الشعور بنعدام الثقة المتقاضي في القضاء
11:34وهذه الحالة تكشف من جديد عن فشل المنظومة
11:39وعلى حاجة البشرية إلى مفهوم جديد للعدالة
11:43هو مفهوم جديد أزلي للعدالة
11:47يكمن في إصلاح هذه العدالة بإصلاح التشريع المعتبر وهو التشريع الإسلامي
11:57لكن على أهمية استحضار هؤلاء القضاء وسيرهم
12:04فإننا من الخطأ من أن نقول أنه يمكن إصلاح العدالة عن طريق الاقتداء بهم فقط
12:11لأن القاضي اليوم لا يقول سأقتدي بهم وهنا ستصلح العدالة
12:16لأن لا يمكن حصر المسألة في الأشخاص
12:23وإنما المشكلة الأساسية يكون في الأساس العقائدي
12:28الذي يتحكم بمرفق العدالة الراينة
12:31وأعود وأقول في أنه في جميع المجالات التي نعيشها
12:36مش القضاء فقط
12:37الاجتماعية الاقتصادية
12:39الأصل له علاقة بأصل التشريع
12:42تشريع أعطانا إياه رب العباد
12:46حتى لا نعيش العيشة الظنكة
12:49فنتركه ونمر إلى تشريع البشر
12:52الذي هم بشر مثلنا مثلهم يصيب ويخطئ
12:57فمنظومة القانون الوضعي التي فرضها علينا الاستعمار الغربي
13:02لا يمكن أن تصنع قضاء عادلا
13:04ولا تنجب قضاء منصفين لأن كل لبات له تربته الخاصة
13:09وتربة القانون الوضعي متعفنة غير صالحة لإنبات قضاء منصفين
13:17لأن هم مجبرون على التعاطي بتلك التشريع التي لا ترن هذه التشريع
13:28عندما وضعت تحت إمرة المستعمر
13:31لم يكن الهدف منها تركيز العدالة
13:34الهدف منها كي مد الهيمنة ومد سيطرة المستعمر على المسلمين
13:40لا أكثر ولا أقل
13:42فتنفيذ هذه القوانين وتطبيقها علينا
13:47لا يمكن أبدا أن يؤدي إلى صلاحنا
13:49أقول أن هذه التربة هي متعفنة غير صالحة لإنبات رجال على منوال شريح وشريك وسحنون وغيرهم
14:02من الآلاف من منارة الإسلام
14:05لذا فإذا أردنا إصلاح منظومة العدالة الراهنة
14:11فلابد من تغيير أساسها العقائدي
14:14وذلك بالقطع مع التعاليم القانون الوضعي الفاسدة
14:19واعتماد منظومة التشريع الإسلامي
14:22باعتبارها العنوان الوحيد لكل صلاح وإسلاح
14:26ربي بارك فيكم وشكرا لكم
14:29والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

Recommandations