الأديرة البروتستانية ليست كثيرة وأغلبها لا يتجاوز تاريخه مئة سنة. غير أن وجود دير للراهبات البروتستانتيات والذي يتمسّك بالقواعد القديمة الكاثوليكية للقديس Benedikt فإن ذلك يعتبر أمراً فريدا من نوعه على الصعيد العالمي. بدأ ذلك في ظلّ الظروف الصعبة إبّان الحرب العالمية الثانية، خاصة بعد أن حظر النظام النازي التنظيمات الكشفية المسيحية في سنة ألف وتسعمئة وإثنين وأربعين. غير أن ثماني نساء من الحركة الكشفية البروتستانية في بلدة شفانبيرغ في ولاية بفاريا، أظهرن إصراراً على ممارسة معتقداتهن الدينية. فكن يجتمعن بشكل سرّي في أحد الأديرة الكاثوليكية وأسسن نظاما للرهبنة خاص بهن وبدعم من راعي الدير. ولم يحاول الراهب إقناع النساء الشابات باعتناق المذهب الكاثوليكي، إنما سمح لهن باختيار أسلوبهن الخاص شريطة اتباع قواعد القديس بينيديكت الذي كان شعاره المزج بين العمل والعبادة. وبعد خمس عشرة سنة من العمل السري، قررن الخروج للعلن مرتديات زي الرهبنة فاشترن قصراً قديماً وقمن بتحويله إلى دير، حيث تعيش فيه اليوم ثلاثون راهبة ويزوره سنوياً مئات الأشخاص للاسترخاء أو للمشاركة في العديد من الحلقات الدراسية التي تشرف عليها الراهبات. وتصل عائدات الدير إلى ثلاثة مليون يورو سنوياَ. ونستعرض هنا قصّة هذا الدير و الحياة اليومية لراهبات شفانبيرغ.