مقدمة ابن خلدون (41)

عابرسبيلا

5/6/2025

علم اجتماع

Transcript

00:00في شرح اسم البابا والبطرك في الملة النصرانية واسم الكوهن عند اليهود

00:08اعلم أن الملة لا بد لها من قائم عند غيبة النبي يحملهم على أحكامها وشرائعها

00:16ويكون كالخليفة فيهم للنبي فيما جاء به من التكاليف

00:22والنوع الإنساني أيضا بما تقدم من ضرورة السياسة فيهم للاجتماع البشري

00:30لا بد لهم من شخص يحملهم على مصالحهم ويزعهم عن مفاسدهم بالقهر وهو المسمى بالملك

00:40والملة الإسلامية لما كان الجهاد فيها مشروعا لعموم الدعوة وحمل الكافة على دين الإسلام طوعا أو كرها

00:50اتحدت فيها الخلافة والملك لتوجه الشوكة من القائمين بها إليهما معا

00:59وأما ما سوى الملة الإسلامية فلم تكن دعوتهم عامة ولا الجهاد عندهم مشروعا إلا في المدافعة فقط

01:10فصار القائم بأمر الدين فيها لا يعنيه شيء من سياسة الملك وإنما وقع الملك لمن وقع منهم بالعرض ولأمر غير ديني

01:22وهو ما قوتضته لهم العصبية لما فيها من الطلب للملك بالطبع لما قدمناه

01:29لأنهم غير مكلفين بالتغلب على الأمم كما في الملة الإسلامية

01:36وإنما هم مطلوبون بإقامة دينهم في خاصتهم

01:42ولذلك بقي بنو إسرائيل من بعد موسى ويوشع صلوات الله عليهما نحو أربعمائة سنة لا يعتنون بشيء من أمر الملك

01:55إنما همهم إقامة دينهم فقط وكان القائم به بينهم يسمى الكوهن

02:02كأنه خليفة موسى صلوات الله عليه يقيم لهم أمر الصلاة والقربان

02:10ويشترطون فيه أن يكون من ذرية هارون صلوات الله عليه لأن موسى لم يعقب

02:18ثم اختاروا لإقامة السياسة التي هي للبشر بالطبع سبعين شيخا

02:25كانوا يتولون أحكامهم العامة

02:29والكوهن أعظم منهم رتبة في الدين وأبعد عن شغب الأحكام

02:36واتصل ذلك فيهم إلى أن استحكمت طبيعة العصبية وتمحدت الشوكة للملك

02:44ثم جاء المسيح صلوات الله وسلامه عليه بما جاءهم به من الدين والنسخ لبعض أحكام التوراة

02:54وظهرت على يديه الخوارق العجيبة من إبراء الأكمه والأبرص وإحياء الموتى

03:02وجتمع عليه كثير من الناس وآمنوا به

03:06وأكثرهم الحواريون من أصحابه

03:10وكانوا إثني عشر

03:12وبعث منهم رسلا إلى الآفاق داعين إلى ملته

03:18وذلك أيام أغسطس

03:21أول ملوك القياصرة

03:24وفي مدة هيرودس

03:26ملك اليهود الذي انتزع الملك من بني حشماناي أصهاره

03:32فحسده اليهود وكذبوه

03:35وكاتب هيرودس

03:38ملكهم

03:39ملك القياصرة

03:41أغسطس

03:42يغريه به

03:43فأذن لهم في قتله

03:46ووقع ما تلاه القرآن من أمره

03:50وافترق الحواريون الشيعا

03:53ودخل أكثرهم بلاد الروم

03:56داعين إلى دين النصرانية

03:58وكان بطرس كبيرهم

04:02فنزل بروما

04:04دار ملك القياصرة

04:07ثم كتبوا الإنجيل الذي أنزل على عيسى صلوات الله عليه

04:13في نسخ أربعة على اختلاف رواياتهم

04:19فكتب متى إنجيله في بيت المقدس بالعبرانية

04:25ونقله يوحن بن زبدي

04:28منهم إلى اللسان اللطيني

04:31وكتب لوقى منهم إنجيله باللطيني

04:36إلى بعض أكابر الروم

04:38وكتب يوحن بن زبدي

04:41منهم إنجيله بروما

04:45وكتب بطرس إنجيله باللطيني

04:50ونسبه إلى مرقاص تلميذه

04:55واختلفت هذه النسخ الأربعة من الإنجيل

05:00مع أنها ليست مواعظ وقصص

05:03والأحكام فيها قليلة جدا

05:07وجتمع الحواريون الرسل لذلك العهد برومة

05:13ووضعوا قوانين الملة النصرانية

05:18وصيروها بيد إقلي منطس

05:22تلميذ بطرس

05:25وكتبوا فيها عددا من الكتب التي يجب قبولها

05:31والعمل بها

05:33ومن شريعة عيسى صلوات الله عليه المتلقات من الحواريين

05:40نسخ الإنجيل الأربعة

05:43وكتب القتال قون سبع رسائل

05:47وثامنها الإبريكسيس في قصص الرسل

05:51وكتاب بوليس أربع عشرة رسالة

05:56وكتاب إقلي منطس

05:59وفيه الأحكام وكتاب أبو غال لمسيس

06:04وفيه رؤيا يوحن بن زبدي

06:08واختلف شأن القياصرة في الأخذ بهذه الشريعة

06:13تارة وتعظيم أهلها

06:17ثم تركها أخرى والتسلط عليهم بالقتل والبغي

06:23إلى أن جاء قسطنطين وأخذ بها واستمروا عليها

06:28وكان صاحب هذا الدين والمقيم لمراسمه يسمونه البطرك

06:36وهو رئيس الملة عندهم

06:39وخليفة المسيح فيهم

06:41يبعث نوابه وخلفاءه إلى ما بعد عنه من أمم النصرانية

06:48ويسمونه الأسقف أي نائب البطرك

06:54ويسمون الإمام الذي يقيم الصلوات ويفتيهم في الدين بالقسيس

07:02ويسمون المنقطع الذي حبس نفسه في الخلوة للعبادة بالراهب

07:09وأكثر خلواتهم في الصوامع

07:12ثم اختلفت النصارى في دينهم بعد ذلك

07:16وفيما يعتقدونه في المسيح وصاروا طوائف وفرق

07:22واستظهروا بملوك النصرانية كل على صاحبه

07:26فاختلف الحال في العصور في ظهور فرقة دون فرقة

07:31إلى أن استقرت لهم ثلاث طوائف هي فرقهم

07:36ولا يلتفون إلى غيرها

07:39وهم الملاكية واليعقوبية والنسطورية

07:43ولم نر أن نسخم أوراق الكتاب بذكر مذاهب كفرهم

07:48فهي على الجملة معروفة

07:51وكلها كفر كما صرح به القرآن الكريم

07:54ولم يبق بيننا وبينهم في ذلك جدال ولا استدلال

07:59إنما هو الإسلام أو الجزية أو القتل

08:03ثم اختصت كل فرقة منهم ببطرك

08:06فبطرك روما اليوم المسمى بالباب على رأي الملكية

08:13ورومة للفرنجة وملكهم قائم بتلك الناحية

08:20وبطرك المعاهدين بمصر على رأي اليعقوبية

08:25وهو ساكن بين ظهرانيهم والحبشة يدينون بدينهم

08:30ولبطرك مصر فيهم أساقفة ينوبون عنه في إقامة دينهم هنالك

08:37واختص اسم الباب ببطرك روما لهذا العهد

08:43ولا تسمي ليعاقبة بطركهم بهذا الاسم

08:47وضبط هذه اللفظة ببائين موحدتين من أسفل

08:52والنطوق بها مفخمة والثانية مشددة

08:56ومن مذاهب الباب عند الفرنجية أنه يحضهم على الانقياد لملك واحد

09:04يرجعون إليه في اختلافهم واجتماعهم

09:08تحرجا من افتراق الكلمة

09:11ويتحرى به العصبية التي لا فوقها منهم

09:15لتكون يده عالية على جميعهم

09:19وهذا ملخص شرح الباب والكوهن

09:23والله يضل من يشاء ويهدي من يشاء

Category

Transcript

Recommended