00:05ساري من قبائل عنزها عاش وترعرع في بادية العراق ابتلى بمرض الجدري
00:12مرض مخفي ومستعصي علاجه آنذاك
00:15ومن عادات العرب إذا حصل مثل هذا المرض يام مارون المريض بترك القبيلة ويتوجه إلى إرض أخرى حتى يتشاف من مرضه أو يموت
00:24ولكونه شيخ قومه وله مكانته بين القبيلة صعب الأمر عليهم أن يامروا ساري العبدالله برحيل عنهم فقرروا أن يرحلهم ويتركوه طريح الفراش حتى لا يشعر بالعقوبة له فعاقبوا أنفسهم
00:39بالرحيل عنه بدل من أن يرحله ولذلك كان إغلب شعره يمدح أهله أينما سار ونزل وكلمه
00:46هالي ملازمة لجميع شعره حين رحلوا عنه تركوا له زاد يكفي له وماء وفراش وخيمة وكلبه الذي سماه شير وهي كلمة غير عربية بمعنى أسد
00:59بقي يصارع المرض وحده حتى حضرت له جماعة من عشرة صبه التي كان لها باع طويل بمزاولة مهنة الطب فشف من مرضه بفضل تلك الجماعة
01:11ولكن المرض ترك بصماته على وجه فطفق يبحث عن عمل ليعيش فاتجها إلى أحد كدار الجزيرة آنذاك
01:19وكان يدعى تمر باش فعمل عنده يقدم لضيوفه القهوة وفي ليلة ومن سياق الحديث في أحد مجالس الشيخ
01:28تمر باش وجه الشيخ كلمة نابية للشاعر عبدالله فاضل ساري
01:34تركت في نفسه أثرا ولكنه لم يتصرف بشيء وحين هدأ الليل ونام الناس قرأ أشعارا من العتابه يذكر فيها محاسن أهله وعشيرته فأنتبهوا لذلك
01:45الشيخ تمباش وألح عليه بالسؤال عن أهله وعشيرته فأجاب إلى ذلك لكن الشيخ تمرباش أراد أن يتحقق بالأمر فأرسل جماعة ليقتصوا أخبار أهله وعشيرته فوجدوهم كما وصفهم بالشعاره
02:00فاعتذر منه الشيخ تمرباش وسمع بأخبار أهله وعشيرته فرحل يطلبهم وسكن بمنطقة قريبة منهم ببادية حمص وحمات وحين وصلت أخباره إلى أهله وعشيرته وتيقنوا أنه حي
02:15أرسلوا إليه جماعة من وجهاء القوم والعشيرة لغرض مصالحته والاعتذار منه وأن يعود بينهم عززا مقرما لكنه أبى أن يرجع معهم لعزة نفسه فلما يأسوا منه بالرجوع معهم إشارة
02:30أحدهم أن يعرضوا عليه الضعن أمامه عسى أن يحن ويرجع معهم فرحلت قبيلته ومرت من أمامه بفرسانها وهم يلعبون على ظهور الخيل والإبل تتميل بالهوادج ورأى زوجته ثرية بهودجها
02:44وأرخت لثانها فهاجت نفسه بالذكريات وتذكر الطفولة والبادية والفتووة فقال شعره البيت
02:51ثرية لوح والدنيا مسجبة
02:54مطر وضعون
02:56إن بلادنا فيها الكثير من الحكاية والقصص التي تناقلتها الناس مع مرور الزمن وكان لها أثر عميق وحكمة بليغة لا تزال تعطي دروسا لمن يستمع إليها تتحدث عن الحب الصادق والوفاء والغيرة والنخوة والشهامة
03:13ومن الحكاية والقصص التي لطالما ظلت ترويها الناس قصة ساري العبداء له أو عبدالله الفاضل
03:21من هو صاحب قصتنا؟
03:24ساري وأسمه الحقيقي عبد الله بن الفاضل بن حمد بن الملحم بن رشيد بن مزيدي بن شماس يرتفع نسبه إلى حسن بن منبه بن وهب العنزي
03:34من مشايف الحسنة إحدى قبائل ضن مسلم من قبيلة عنزة وأمه الشيفة نوف بن تشيف الحميدي بن هذال
03:43من العمارات من عنزة جاء ذكره في وقائع 1879 ميلاديات من تريف القبائل الشاعر عبد الله الفاضل ولقب
03:53بساري العبد الله وذلك لسيره وحيدا يتنقر بين العرب وكان له مكانته بين عشيرته
04:00وله الأثر الكدير بالشعر البدودي المعاصر ولقد اتخذ نوع العتابة التي تغطي مساحته الشعرية ولها طابع خاص بين العرب
04:10جميعا حيث كل من ذكر بيت من العتابة أوله هلي ينسب فورا إلى ساري العبد الله
04:18ولهذا الشعر أسلوبه الخاص ببادية العراق والشام كثيرا وأن هذا الأسلوب قطغ وغط جميع الجزيرة الفراتية
04:25وهي تقريبا البقعة الجغرافية التي دارت فيها الأحداث
04:29ساري ولد وترعرع في منطقة حضرة الفاضل ببادية الشرقات جنوب الموصل في العراق
04:37وكانت والدته حاملا فيه فلال هجرة القبيلة من الجزيرة العربية حيث كانت ديرتهم بين النخيب وعرى
04:45وعاش ساري حياة الفروسية والشعر والمشيخة بين قومه
04:50وانتشر صيته بين القبائل لكن الله ابتلاه بمرض الجدري الذي كان مستعصيا في تلك الأيام
04:57وكانت من عادات العرب أن يبعدوا صاحب المرض عن القبيلة لكي لأتنشر العدوى لكن مكان تساري
05:04عند قبيلته آثرت عليهم أن يبعدوه عنهم فقرروا أن ترحل القبيلة وتتركه يصارع المرض لوحده
05:12فلما رحلوا عنه وتركوا معه كلبه شر قال مخاطبا كلبه
05:18هلك شال على مكحول يا شر
05:21وخلو لك عظام الحيد يا شر
05:25لون تبجي طول الدهر يا شر
05:27هلك شال على حمص وحمى
05:31بقي ساري يصارع المرض حتى جاءت قوم سيارة فلما وجدوه مريضا عالجوا مرضه حتى شفي من مرضه
05:39ظل ساري يفخر بأهله رغم كل ما فعلوه به وفل لن تكاد توجد قصيدة لساري إلا يبدأ بقوله
05:47هلي
05:48هلي عز النزيل وعز من أل
05:51فقالي أروز ماهم حجر من أل
05:54إن يانا الناس ما يظل من
05:57هلي نيسام طم العالية
05:59هلي عز النزيل وعز من زال
06:03ودوم الهم على الضربين من زال
06:06عشوب الناس وأهل
06:08هو العابد الزاهد محمد الكوكباني ولد في قرية الشيرة في وادي التيم سنة تسعمائا وسبعا وثمانون هاء الف وخمسمائة وسبعا وستين ميلادياتا
06:21عاش حياته يتيما في بلدة كوكبة حيث نسب إليها عمل برعي الماعز ليفي ضروريات الحياة وكان شغوفا بالعلم منذ صغره
06:31واستطاع أن يتصل في تلك الفترة بالشيخ العابد محمد أبي عبادة فعمل عنده في زراعة الأرض وتربية القز
06:39وقد برع في علوم الدين وذاع صيته رغم حداثة سنه
06:45اشتهر بتقواه وأصبح مقصدا لكل طالب علم وفقه ودين
06:50وكانت حياته غاية في الزهد والتقشف والترفع عن مغريات الحياة لذلك اكتف بخبز الشعير جذاء له وكان يقول
06:58إن تعلق الإنسان بالدنيا هو من الفضول
07:01كان لباسه من خشن الثياب ذات اللون الأزرق
07:06وقد أمضى كثيرا من حياته منعزلا عني الناس في جبل وادي التيم الذي سمي باسمه فيما بعد
Be the first to comment