Skip to playerSkip to main content
  • 2 days ago
القران الكريم تلاوات

Category

📚
Learning
Transcript
00:00الشيخ عبدالله الفاضل الملحم
00:05كلما ابتعدت عن وهج البادية
00:08تشدني إليها قصائد شعرائها وصهيل خيول فرسانها وغريزة مدفونة في داخلي لا تشبع إلا في لقائها
00:17لا أستطيع دخول الجنوب إلا عبر بوابات الصحراء وأحزان الصحراء وشيحها وقيصومها وكثبان رمالها
00:26وتواصلي مع البادية ودخولي بواباتها مفتاحه قصيدة بدوي معذب وما أكثر المعذبين
00:35وهانا أدخل اليوم بوابة البادية مع قصيدة شاعر يبوح بأسراره وقد تركه أهله مع كلبه تشير ورحلوا عنه بعد إصابته بمرض الجدري
00:49والشاعر هو عبدالله الفاضل شاعر الحسنة العنزية وشيخها وكريمها
00:55وقد ولد وعاش ومات خلال القرن التاسع عشر الميلادي في منطقة العل الواقعة بين تدمير من الشرق وحمصة وحمات من الغرب
01:06وكنيته أبو نجم كريم مضياف
01:10وله قصائد في باب الفراقيات وهي أشعار مثل البكائيات يرددها مع أوطار ربابته
01:19وأبو نجم ليس استثناء عندما تروى قصة حياته فقد تلعب الأهواء أو غياب الرواية الحقيقية دورا هاما فتتحول الأحداث إلى أساطير
01:31تقول الرواية عندما انتشر مرض الجدري في ديار قبيلة ذا العنزة أصاب المرض شيخ القبيلة عبدالله الفاضل وفعل المرض اللعين فعله وشوها معالم وجهه الوسيم الوضاء
01:47وأصبح مجرد جسم نحيل يملك عينين غائرتين حزينتين
01:53قرر قومه مغادرة الديرة وتركوا شيخهم الشبى خلفهم ونحروا جزورا أمام خيمته وربطوا كلبه تشير بجانبه ليحميه من الوحوش
02:05ووضعوا له في الخيمة شرابا وطعاما
02:09وفي الليل المظلم انطلقت القبيلة غربا هروبا من المرض
02:15ونظر أبو نجم إلى تشير الجالس إلى جانبه وناداه
02:20هلاك شل على نكحول هلاك شل على ساوي وخل لك عظام الجزرمن
02:25ولو تبكي بكل الدمع يشر يساوي هلاك شل على حمس وحمى
02:32وتقول الرواية بأن جماعة من الصندة مرت بالخيمة
02:36فأخذتهم رأة عجوز واستطاعت معالجته حتى شفية مرض
02:42ولكن الشاعر المريض لم يخبرها عن اسم قبيلته لألا تعرف القبائل الأخرى فيسبب لها العار والخجر
02:51ويصل أبو نجم إلى مضارب رجل كربي كربي أسمه في قرية على الحدود السورية التركية
03:00وعمل خادما لديه يقدم القهوة العربية والجور وأن يقوم القهوديا ولكن إلى حين
03:09وقد كان عبدالي له الفاضل يراقب شعراء وهم يمتحون الرجل كربي حتى جاء يوم عانى منه أبو نجم بعد توبيه تمرباش لا
03:21فتسلل إلى الرابة معلقة على عمود الخيمة وبشاعرته المرهة فشاعرته المرهة ومن قلبه المجروح
03:29راعي البويضة البدوي الفارس والشاعر يردد شعراء سكد فيه حزنه واعتزازه وحكى قصة حياته وبأنه ليس القوة
03:40ولكنه عبدالي له الفاضل شيخ الفارس العنزي
03:45وفي حضرة الزعيم الكربي وفي حضرة الزعيم الكربي وضيوفي راح أبو نجم ينشد قصيدة
03:51هلي بالدار خلوني وشلوا يساوي وشلوا يساوي وخلوني كعودتنا شلوا
03:57على حدب الظهور اليوم شلوا يساوي وحالت دونهم كور وسراد
04:02لقد تركوه في خيمتي كالعود في الناء وعملوا أنكعتهم على ظهور خبل وغبوا خلف التلال والسراد
04:11ويواصلوا قصة الأحزان
04:14هلي شالوا بليل وما أعلموني يساوي خلوني شبيه المعلمون
04:20تمنيت جيوروحي معلموني يساوي معهم لا صميل ولا زهاد
04:26لقد رحل أهلي في الأرض وتركوني في أرض بعيدة
04:30وتمنيت لو أنني معهم ولكنهم غادروا ولن يتركوا لي طعاما ولا شرابا يكفين
04:38ويستمر الشاعر في إنشاء قصيدته التي وصلت
04:4274 بيسا من الشعر
04:45العتابة وهو نمط مختلف عن تلك الأشعار البدوية التي يرددها
04:50التي يرددها الأردنية
04:53وبعد أن ينهي رواية
04:55يتوجهوا إلى متح قبيلة فهم عندما رحلوا
04:59امتطوا خيولا أصيلا
05:03وأهله ليس في دارهم رذيلة
05:05ويسحقون أعداءهم إذا قاتلوا
05:09ولا يؤثرون أحدا بين القريب والغريب
05:13هل إيمالهم بدار الجار شينا يساوي
05:17وهم لي لعظم ضد جار شينا
05:19يفاضل على الجارات ما جرت شينا يساوي
05:23ولا وتوا أصحاب على جناد
05:26ويواصل فخره بأهله
05:28فهم عز النزيل وعز منزال
05:31أي خير منزل
05:32وعز منكال
05:34أي أن كلامهم خير الكلام
05:36إلى أن يقول
05:38هل نزالة المشرع وهل عود يساوي
05:42وهل خيل رمك سبك وهل عود
05:44أهل دا له وهل عبد وهل عيد
05:47يساوي عليهم يوم الكوات الجناد
05:50فأهله أهله القول الفصل في القضاء
05:53بين المتخاصمين
05:55وهم أصحاب الخيول وفرسان الحرب
05:57وهم أهل الكرم وأصحاب العيس
06:00وهكذا لم يترك أبو نجم خصلة
06:03من خصال أهل البادية
06:05إلا ونسبها إلى أهله
06:07وامتداد القصيدة التي تشبه المعلقة
06:10إلا أنها صيغت على طريقة أشعار العتاة
06:14من أجمل قصائد الفخر
06:16عندما يقول في الخاتمة
06:18عليك أرى من فاضل يا ديرا يساوي
06:22وخشم الضد بالمرهف نديرة
06:24غارم ترعى البويضة بكل ديرا يساوي
06:28وغصب عن الشوارب واللحة
06:30يناشد قومه بأن لا يأخذ بغير رأيه
06:34فأبوه يقطع بالسيف أنف عدوه
06:37ونقته البويضة ترعى في كل أرض
06:40رغم شوارب ولح الأعداء
06:42وفي النهاية تختلف الروايات عن مصير عبدالل لها الفاضل
06:47فهناك من قال بأن الزعيم الكردي أمر بسجنه حتى يكشف حقيقة أقواله
06:53وبالفعل عاد الفرسان الذين أرسلهم بأخبار مؤكدة
06:58بأن قبيلة الحسنة تركت شيفها وبأن المرض قد يكون أهلك
07:03ويقال أيضا بأن الزعيم الكردي اعتذر له وطلب أن يزوجه من أبنته إلا أنه أعتذر أو رفض كما رفض المال
07:14ولم تنتهي الرواية فقد تفرعت أكثر من رواية
07:19البعض يقول بأن الشاعر استقر في بلدة حماه وفتح متجرا وبقي مجهولا
07:25إلا أن أهله عرفوه أخيرا
07:28وبعدها جاء وجهاء قومه واعتثروا إلا أنه رفض العودة
07:34ولكن الجميل في رواية أخرى بأن حنينه وحبه لزوجته فرية حرك أشواقه عندما جاءت إليه فعاد وهو يردد
07:44هلا بفري والدنيا مسكبه يساوي عطر ياريحه خدود كمسك به
07:50عجاج الضعن عنبر والمسكبه يساوي أخير من القرايا الموخمة
07:56بهذه النهاية الرائعة وعودة الشاعر مع الثري إلى قبيلته وديرته يسدل الستار على ملحمة من ملاحم البادية وقصة فارس حسني عنزي
08:09تجمع بين الخيال والواقع والأسطورة والحقيقة
08:13ينتسب الشيخ عبدالله الفاضل إلى قبيلة الحسنة من المنابهم من عنزها وهو أبن الشيخ فاضل المزيد وأخو الشيخ مهنا الفاضل
08:23ولد في شبه الجزيرة العربية في القرن الثاني عشر
08:27الهجري وعندما قاد والده الشيخ فاضل الملحم ابن مزيد جموع الحسنة والمنابه في هجرتها باتجاه البديهة الشامية
08:35كان عبدالله الفاضل في مقتبل العمر وكان فارسا لا يشق له غبار فنشأ فيه
08:41ظل هذه القوة الضاربه لقبيلته والقياده الوعيه لوالده ورأي بعينه قبيلته وهي تزيح القبائل من طريقها الواحدة تلو المخرى بعد معارك ضاريه قدموا فيها ضروبا من البطولة
08:56والاقدام حتى دانت لهم السيادة على البديه الشميه وكان لي عبدالله الفاضل دورا مؤثرا في كل هذا الأمر الذي انعكس على شخصيته فكان شديد الاعتزاز بنفسه وبقبيلته كيف لا وهو فارسا
09:11القبيلة وابن شيفها
09:13ولكن في لحظه ينقلب كل شيء فحصل ما لم يكن بالحسبان بعد ان اصيب بمرض الجدري وكان هذا المرض خطيرا ومخيفا في ذلك الوقت لاستحالة علاجه فيؤدي في اغلب الاحيان الى الموت المحقق
09:29الا من رحم رب وكان البدو لشدة خوفهم من هذا المرض يبنون لمن يصاب به بيتا على اطراف مضاربهم ويعتزله الناس حتى اهله خوفا من العدوى ويختارون شخصا ممن اكتسب مناعه من هذا المرض
09:43ليعتني به ويحضر له الطعام والشراب حتى يوافيه القدر المحتوم وهذا ما حصل مع عبدالله الفاضل فبنوا له بيتا على اطراف الحي واعتزله الناس فاصبح يصارع المرض والوحدة حتى
09:58تمكن منه المرض ويأسوا من شفاءه وبعد فترهم يضطرون الى الرحيل بحفا عن الماء وكان عبدالله في غيب وبه وحالته لا تسمح بالانتقال معهم فابقوا عنده خادم له اضافه الى كلب اسمه شاركان
10:14برافق عبدالله في رحلات الصيد وتركوا له ما يكفي من الزاد والمؤن ونحروا جزورا للكلب شار تقديرا لوفائه ورحلوا متجهين نحو موارد المياه على اطراف المدن
10:26ولكن الخادم الذي بقي مع عبدالله الفاضل لم يروق له بقاءه وحيدا في وسط الصحراء فما لبث ان لحق بقومه مدعيا ان عبدالله قد مات وقد صدقوه لانهم كانوا يائسين من شفاء عبدالله
10:42بعد الحالة التي وصل اليها وهكذا بقي عبدالله وحيدا كلما افاق من غيبوبته تذكر نقران اهله وتركهم اياه فيزداد علمه علما فينفجر الشعر على لسانه ومما ينسب اليه من العتابة
10:57مخاطبته كلبه الوفي شرقائلا
11:00وبينما هو يصارع الموت والوحدة قيد الله له رجل عابر سبيل من عشيرة صليب له خبره بالعلاج بالاعشاب فاقام الرجل عند عبدالله يعتني به ويعالجه وبدأت حالته تتحسن شيئا فشيئا
11:17حتى شفي من مرضه باذن الله ولكن الجدري كان قد ترك اثره على عبدالله فقد تغيرت ملامحه حتى لا يكاد يعرفه احد عند اذن اعطى البيت والمؤن للرجل الذي عالجه وحمل ربابته
11:31وانطلق عاقدا العزم على عدم العودة الى اهله ابدا واخذ يتجول بين القبائل على انه شاعر ساعده على ذلك تغير ملامح وجهه من اثر الجدري فلم يتعرف عليه احد وكان ممن
11:45وفد عليهم شيخ يدع
11:48تمر بش فاقام عبدالله عند تمري بش فتره من الزمن متخفيا على انه شاعر يعزف على الربابه ولكن اعتزازه بنفسه واهله كان قد اخذ منه كل مأخذ فانفجر الشعر على لسانه في احدى
12:03الليالي بعد ان سمع كلاما لا يروق له ومما ينسب اليه من العتاد قوله مخاطبا تمرباش ومفاخرا باهله
12:12هل في راس مرقاب
12:15يشبون
12:16وداي لنار الحرب يشبون
12:19هلي ما قادوا العطف يشبون
12:23خلوهن حيل لطراد اضح
12:26وقوله ايضا
12:28هلي ملبس الخادم سم لهم
12:31وبكبود العداباي تسم من لهم
12:35كان اهلك نجم اهلي سمالهم
12:38وكثير من النجم علن وغاب
12:41فلما سمع تمرباش الابيات عرف ان الذي امامه ليس بشاعر فما زال يحاول به حتى اخبره حقيقته فارسل تمرباش الى الحسنة مستفسرا ولما علم بصدقه اكرم وفادته وجهزه بما يحتاج
12:57وارسل معه مجموعه من الفرسان ترافقه الى اهله
13:03ولكن عبداللله كان له رأي اخر فهو لم يتجه الى اهله لما يحمله في نفسه عليهم بسب تركهم اياه بل اتجه الى مدينة دمشق واقام فيها وما ان وصل الخبر الى اهله عن مكان وجوده
13:18حتى تقاطرت الوفود للسلام عليه ومطالبته بالعوده وحاولوا معه بشتى الطرق ولكنه كان يرفض في كل مرة مذكرهم بتركهم اياه اثناء مرضه ولما اعيتهم الحيله سروا اليه ومرروا
13:34الاضعان امام منزله والفرسان يلاعبون الخيل وسط اهازيج الحرب وصيحات الفرسان فاثار المنظر في نفس عبدالله ذكرياته مع قومه وشوقه اليهم فانضم اليهم وسط فرحة عارمه وعاد كما كان فارس
13:49القبيلة وقائد خيلها
13:52وقد اختلفت الاراء حول منسب الى عبدالله الفاضل من العتابة
13:58فهناك من ينفي ان يكون هذا القصيد من نظمه ودليله ان عبدالله لها مولود في شبه الجزيرة العربية ولم يكن معروفا عندهم هذا النوع من الشعر ويقولون ربما ان قصة عبدالله الفاضل قد
14:14الهبت خيال شعراء العتابة فاخذوا ينظمون العتابة وينسبونها له وذلك لشهرته وتعاطف الناس معه وانتشار قصته بين الناس
14:24مثل ما حصل لقصة الزير سالم وقصة بانو هلال
14:28وهناك اخرون يرون بن عبدالله لها الفاضل قد يكون قال بعض الابيات اثناء تنقله بين القبائل بعد شفاءه من مرضه فاراد ان يخاطب الناس بما اعتادوا عليه ثم اخذ الشعراء من بعده ينظمون
14:44على نفس المنوالب ان يبدأ البيت به هلي فاختلط ما قاله عبدالله له مع ما قيل من بعده فاصبح الان مئات الابيات تنسب الى عبدالله الفاضل بسبب انها تبدأ بكلمة هلي
14:58دلة الصحراء تفترض من المرء ان يكون عالما بتفاصيل حضورها السمح وان يكون ملما بتموجات كثبانها وان يهتدي بدلائل نجومها وبفصيح كلامها وبلغة اشعارها واطيارها
15:15ففي شطان رملها قفار مجهولة وتيهاء كبيرة واسعة ممتدة بين التلال والوهاد وفي الغور والانجاد فتتراء على ضوء القمر حكاية سمار تجاذب اطراف الحديث في حدو الابل المجدة بالصار
15:32وبين الشيح والقيسوم والغضى والصدر قصص نقلها رواة الاشعار والرحل فساقتها رياح الفضول في معرفتها الى مضاربة تعاد فيها وتكرر في المجالس وبين ساحات الخيام
15:46ففي المفازة سر النفس والهوى هناك يبدو غدير ماء تنفى الرياح القذى عنها تتروى منه فتيات القوم وتنهل فيضحك الصبح بترنيمة دلال القهوة المرة
16:00وعبق الهال الشهي فتتناثر هنا وهناك قبائل قد الفت المكان وعشقت الصحراء مسماتا باسماء رجالها الذين عركتهم الصحراء وتمرسوا بقساوتها
16:14فمن شم وطي وعنزة وكهلان والباشوية وربيعة ومره حيث تناقلت الصحراء قصصهم ومآثرهم
16:25ففي عمق الصحراء تدمر وتخوم حمص ظهر رجل من رجال الصحراء وشعرائها يدعى عبدالله الفاضل الذي طبع الصحراء بطابع الحب والشعر
16:37ورجوله
16:39وهو عبدالله بن فاضل بن حمد بن ملحم بن رشيد بن مزيد بن شماس بن حسين بن صاعد بن منبه بن وهب العنزي من مشايخ الحسنة
16:52احدى قبائل ضنى مسلم من قبيلة عنزة
16:56وامه الشيخة نوف بنت الشيخ الحميدي بن هذال من العمارات من عنزة حسب ما اورد الباحث عمر الصليبي
17:05وتقول الحكاية ان عبدالله الفاضل كان شيخا في قبيلته
17:10رجلا معروفا بالشهامة وبالكرم
17:13وبمنزلة عالية بين قومه يقودهم نحو الرأي السديد
17:18والحل الامثل الرشيد لحل ما يعتري القبيلة من احداث
17:23والجدير ذكره ان عبدالله لها الفاضل
17:26ولد فيما يقارب سنة 1800 مترا
17:30بمنطقة العالي الواقعة شرق تدمر
17:34والى الغرب من حمصة وحماه
17:37في عشيرة الحسنة
17:38وتنتشر العنزة في العراق
17:41وبادية الشام
17:42والجزيرة السورية
17:44وشمال المملكة العربية السعودية
17:47واطراف نجد
17:48فيها تربع شاعرنا مجالس القوم في حكاياهم
17:52وفي مستودع دووينهم
17:54لكن المصائب توالد بحياة هذا الشيخ الكريم
17:58فقد هبت على المكان رياح مرض الجدري
18:01وقديما كان لا دواء شافية له
18:04فاصيب القوم به
18:06ونال عبدالله الفاضل ما اصاب قومه
18:09فانتشر في جسده المرض
18:11انتشار النار بالهشيم
18:13فاصبح طريح الفراش
18:15واستقر رأي قومه
18:17واهله
18:18ان يكونوا منزوين
18:20عنها
18:21حتى لا يعديهم
18:23فمن المعروف ان الجدري ينتقل بالعدوى
18:27فهجر في خيمة نائية
18:29عن خيم القوم
18:30وبعد لأي استقر القوم ان يرحلوا
18:33بعيدا عن المكان
18:34والمضارب
18:35تاركين المرض اللعين بين رمال الصحراء
18:39حتى لا يقضي عليهم
18:41فكانت هذه حال العرب
18:43حين ينتشر فيهم مرض معد عضال
18:46فيتركون المكان
18:47فاجمع القوم ان يربطوا الامتعة والخيام ضاربين عمق الصحراء
18:52وان يدعوا عبدالله وحيدا بين الصحراء مع كلبه
18:56اعزكم الله
18:58ومرضه
18:59لكن ام عبدالله الفاضل
19:01واباه ابي ان يترك ولدهم في متون الصحراء القاتلة مرميا بين الرمال
19:07وقد اخذ الجدري منه كل ما اخذ
19:11لكن بني جلدته اجبروا الابوين ان يرحل مع القوم
19:15وفي الطريق من رحيلهم توفي الابوان حزنا وغما على فراق ولدهم عبدالله
19:21لكن قومه كانوا رحماء قبل فراقهم له
19:25اذ تركوا عنده كلبه صديقه الوفي
19:29وتركوا له جزورا يأكل منها
19:32ويحمي عبدالله الفاضل
19:34الذي لا يستطيع الحراك
19:36وقد خل المكان منهم غير صفير الرياح وهبوب ذرات الرمال
19:41والهجيرة تلوح وسط الخيمة الفقيرة المتأكلة المهترئة
19:46وقد عم الصمت الرهيب بهم
19:48فنظر اعزكم الله
19:51كلبه في عيني الشيخ عبدالله
19:53ثم التفت يمينة ويسره
19:56ومد رجليه جوار
19:57هلك شال على مكحول يا شير
20:01وخلو لك عظام الحيل بالدار يا شير
20:05لون تبجي بكل الدمع والدهر يا شير
20:09هلك شال على حمصة وحماه
20:12وكأن شير كلب الشيخ
20:15قد سمع وعلم مقصود الشيخ
20:18وقد يأس من الألفة وعودة الجمع والقوم
20:21فتوسد رجلي صاحبه
20:23وسلم أمره لله
20:25يتأوه عبدالله بآمه وأوجاعه
20:28فلا يدري أي الجوانب يقاسي
20:31هل من الجدري
20:32الذي ظل ينهش لحمه
20:34واستقر في عظامه
20:36أم أنه يتألم لقساوة أهله
20:39وقطع دابر الصلاة والرحمة والشفقة عليه
20:42وتركه وحيدا بين متون الصحراء
20:45فلم يعد يحتمل المكان والمرضة
20:49وظل وحيدين أياما وليالي
20:51لكن نفس الشيخ عبدالله كانت تلهج دائما بذكر وخيالات أهله
20:57وذكر أحاديثهم
20:58وظل لسانه يؤلف الأشعار في وصف فضائل قومه
21:02وحسن مآثرهم وكرمهم
21:04ونبلهم ومنزلتهم العتيدة بين القبائل والأقوام
21:09فلم يأخذ منهم موقف العداء والكراهية
21:13فظل يذكرهم بالمحبة والخير وبنبل المشاعر
21:17وهذا ما جعل لأشعاره كلها يذكر كلمة
21:21هلي في مطلع كل قصيدة
21:24يذكر فيها شمائل أهله وكرمهم
21:27حيث يقول
21:28هلي نزالت المشرع وأهل ما
21:32وأهل خيل رمك سبك وأهل ما
21:35تعالوا يحمئنا وأهل ما
21:39وشوفوا حال من فرق أحباب
21:42فبقي على حالهما تلك أيام طوالا
21:46دون أن يمر عليهما أحد
21:48حتى شاءت الأقدار لقافلة عابرة سبيل قادمة من الشرق
21:53يقال لها الصلبة فيما يرى كثير من الباحثين
21:57أنهم من بقايا الصليبين
21:59الذي ظلوا بعد الحروب
22:01واختلطوا ببدو الصحراء
22:04فأصبحوا منهم
22:05وكانوا بشهرة واسعة بالطب وأهل خبرة به
22:09فتقدمت من خيمته امرأة عجوز
22:12فعرفت حاله
22:13ثم طلبت من أهلها أن ينزلوا عنده
22:17حتى تعالجه
22:18فرضوا بذلك
22:19وأخذت تتعهده وتعالجه
22:22وتشرف عليه بعيدا عن أهلها
22:25الذين لا يخالطونه خشية العدوى
22:28حتى شفي من الجدري
22:30لكن أثار المرض قد شوهت
22:33وجهه
22:34فلم يعد معروفا لأحد
22:36وكثيرا ما كانت العجوز تسأله عن أهله واسمه
22:40واسم قبيلته
22:42لكنه لم يفسح لها شيئا يخص قبيلته
22:45حتى لا يفضح أمرهم بين القبائل في تركهم له
22:49نظر عبدالله حوله
22:51فلم يجد ما يكافئ العجوز غير خيمة مهترئة
22:55فوهبها لها
22:57واعتذر منها لقلة المال
22:59وأكملت القافة سيرها
23:01فيما قصد عبدالله الشمال في تتبع أثر أهله
23:05وفي هذه الأثناء كانت قبيلة كردية عريقة
23:10تحل بين قبائل الشامية والجزيرة
23:13ذا عصيتها في الأفاق
23:15غرب سري كانيه
23:16رأس العين
23:17وانتشر سية رئيسها تمر باشا
23:20الرجل الشهم الكريم
23:22وكان يقطن قرية
23:24ويران شهر
23:25ويأخذها مقرا له
23:27ومركزا لقبيلته
23:29فقصده عبدالله الفاضل يريد عونا وعملا
23:33فعمل عنده نادلا للقهوة
23:35يسقط ضيوف القهوة
23:37ويقوم على أعمالهم
23:39فظل يخدم تمر باشا سنتين من الزمن
23:43وفي إحدى الليالي نهره تمر باشا
23:46بكلمة نابية
23:47أثرت في نفسه تأثيرا كبيرا
23:50فقض ليلته غاضبا
23:52فجاشت شاعريته في تذكر قيمته عند أهله
23:56مستذكرا الأيام الخوالي
23:59فقال في ذلك شعرا
24:01فسمعه الشيخ تمر باشا فيدهشه
24:05وتعجب من أمره
24:07وفهم مقصده
24:09أن يفتخر خادم بشرف أهله
24:11ورفعتهم
24:12فهم إليه مسرعا يسأله حقيقة أمره
24:16وعن معاني شعره
24:18إذ عد ذلك الشيخ تمر باشا إهانة له
24:21ومنقصه
24:22فناشده بكل يمين محرجه
24:25أن يكشف شخصيته
24:26وقصته
24:27فقص عبدي ليله الفاضل قصته على الشيخ
24:31لكن الشيخ لم يصدقه في بادئ الأمر
24:34فأمر فرسانا للتحقق من القصة
24:37وبعد ليال جاءه صدق الأخبار
24:40فاعتذر تمر باشا من عبدي ليله
24:42فأكرمه
24:43وقربه من مجلسه
24:45وألقى عليه لباس الشيوخ والكرماء
24:48وطلب منه أن يقيم في قبيلته
24:51ويتزوج إحدى
24:53النساء
24:54ويعيش في القبيلة
24:56لكن عبدالله لها الفاضل
24:58اعتذر من الشيخ
25:00وأخبره
25:01أنه يريد البحث عن أهله
25:03الذين رحلوا عنها
25:05ثم ودعه وترك مضارب قبيلته
25:07يطرق الأفاق بحثا عن أهله
25:10فقصد الجنوب
25:11حول ضفتي الفرات
25:13يسير بين القبائل
25:15إلى أن حط به الرحال في مضارب قومه
25:18عشيرة الحسنة
25:20وقبل أن يلج الديار
25:22وقف على تلة قريبة
25:24يجيل النظر في البيوت العامرة
25:26وكان المنظر ذا شجون
25:29استعاد فيه الماضي
25:31وذكرياته
25:32فدخل المكان بصمت وبهدوء
25:34يفرس كل خيمة
25:36ورجل
25:37وامرأة
25:38فعرف الجميع بوجوههم ورسومهم
25:41ثم قصد خيمة كبيرة
25:44تدار فيها
25:45الدلال
25:47والرجال مترصة
25:48وفي وسطهم رجل مهاب
25:51وعبدالله بمنظر شاعر بائس متعب
25:54سألوه عن عمله
25:56فقال
25:57شاعر عربان
25:58وقد هاله الموقف
26:00فهو بين أهله شيخهم
26:02والآن يعامل معاملة العبيد
26:05طلبوا منه أن يجلس بطرف الخيمة
26:08فألمه ذلك
26:09ثم أومأوا إليه
26:11أن يسمعهم من الشعر على أنغام ربابته
26:14التي قد تأبطها
26:16ليروحوا عن أنفسهم قليلا
26:18ولم يرفض عبدالله الطلب
26:21فاستوى في جلسته متربعا
26:23وأخذ يرنم الربابة بمشاعر الحزن والألم
26:27ولامس الوتر بمهاره
26:29ودقة
26:30فأخذت الألحان العذبة
26:32تطرب الحاضرين وتشجيهم
26:35هلي بالدار خلوني وشالو
26:38وخلوني جعود بطن شالو
26:41على حدب الظهور اليوم شالو
26:44وحأويل دونهم كور وسراب
26:47هلي بالدار خلوني رميماي
26:51مثل حيدا مع البرميمي
26:53يا محي العظام وهي رميماي
26:57توصلني على حي الحباب
27:00فاندهش القوم مما سمعوا
27:03وأرجعهم إلى عهود قد مضت
27:05وكان يعرف أن أبنته
27:07درجا في الطرف الآخر من البيت
27:10وقصدها في الشعر
27:12سمعنا بالمجالس حس درجا
27:15لعين الحجرها على الساق درجا
27:19والمن يقول يا مسكين درجا
27:22تقدم علوساد في التراب
27:25ساد الصمت الجميع
27:27ينظرون إلى الرجل
27:29الذي الهب المشاعر والذكريات
27:32وبينما هم كذلك
27:33ارتفع من صوب محرم النساء صوت
27:36هلهولة طويلة وفرحة
27:39بددت الصمت والحزن العميق
27:42الذي حلى بالقوم
27:43فانتفض أحد الرجال
27:45ظنا منه أنها أعجبت بالشعر
27:48فأحبته
27:49فقالت
27:50وصرخت في وجهه
27:52هذا الشيخ عبديل له الفاضل
27:54فأنا أعرف شعره
27:56وأسلوبه المميزة في قول الشعر
27:59فاتموا حول الرجل
28:00يريدون بيان الحقيقة
28:02وحين فرسوه
28:04وتلمسوا حقيقته
28:06عرفوه
28:07لكن الجدري غير ملامح وجهه
28:10وقال لهم
28:11اجلسوا في أماكنكم
28:13وأنا أقض لكم القصة
28:15فعرفهم بأسمائهم
28:17فعلت زغاريد النساء
28:20فقبلوه صغارا وكبارا فرحين
28:23ومهنئين بعودة شيخهم وفارسهم
28:26الذي طال غيابه
28:28لكن كان له رأي آخر
28:30فهم اللذان تركوه
28:32وهو بحاجتهم
28:33أما الآن هو يتركهم
28:35وليسوا بحجه له
28:37فقد ألمه حال تخلي أهله عنها
28:40وهو ضعيف وحيد بين الموت والحياة
28:44فتمسك الرجال والنساء به
28:46أن يبقى
28:47لكن سنوات الضياع والفراق
28:49آلمته كثيرا
28:51فتخلص منهم
28:52واندفع بخطوات سريعة
28:55خارجا من ديار القبيلة
28:57غير آبهم بما يسمع من كلمات التوسل والبقاء
29:01ولما عجز القوم عن ثنيه عن قصده
29:04وقفوا وراءه ينظرون إليه
29:06حتى غاب عنهم في الصحراء
29:08التي حوتها
29:10حين رفضه أه
29:12ترجمة نانسي قنقر
Be the first to comment
Add your comment

Recommended