Skip to playerSkip to main content
  • 5 weeks ago

Category

📺
TV
Transcript
00:30الطفل الأول صديق أمه ورفيق ساعاتها
00:34حتى أنه رفيق لياليها بارتباك تتعرف عليه
00:41تتعرف على صوته ولمسة كفه الناعمة ونظرته وبسماته
00:49وحينما كانت أم حسن تتعرف على كل هذا
00:54كان حسن لا يشبه باقي الأطفال
00:58كان في عينه تشوه صغير أربك الأم أكثر وأشعر الأب بالحزن والمسؤولية
01:06كبر حسن بمزيد من الاهتمام
01:11وكانت أمه تخاف عليه
01:14تخاف أن يؤذيه أحدهم بأي كلام أو أي تصرف يجرح قلبه
01:21لكن حسن كان يمتلك وعيا وذكاء كبيرا
01:27منذ صغره لم يطلب شيئا
01:30لم يكن بالأصل يحب الاهتمام الزائد
01:34كان واقعيا عفويا
01:37ولكنه أيضا مليء بالمشاعر والأحاسيس
01:42أول الدرب حين ذهابه للمدرسة
01:47خافت أمه مجددا أن يشعر حسن أنه يختلف عن باقي أصدقائه
01:53خافت أن يتسبب ذلك بكرهه للمدرسة
01:58وتراجعه في التحصيل العلمي
02:01لكن حسن أثبت العكس
02:04جميع معلماته أبدوا إعجابا بشخصية ذلك الطفل المتفوق والخلوق
02:12علاماته وشهاداته خير مثال على ذلك
02:17المرحلة الثانية كانت أيام الجامعة
02:21حين التحق حسن بصفوفها
02:24الخوف بدأ على وجه الأهل من جديد
02:28لقد أصبح حسن شابا ككل الشباب
02:32وفي هذا العمر يحب أن يكون الشاب كغيره
02:36وربما هذا الموضوع سيسبب له مضايقات في الجامعة أمام زملائه
02:44لكن حسن وبتفوق يزداد
02:49أنهى الإجازة بعمر صغير
02:52يكاد يكون الأصغر بين كل أصدقائه
02:56وبعدها أنهى الماجستير
02:59ولما انتهت كل هذه الاستحقاقات العلمية
03:03بدأ استحقاق الجهاد
03:06أول مرة يغيب حسن عن المنزل لهذه الفترة
03:13وبال الأم مشغول على عيونه
03:17فهي تسمع في دورة المقاتل عن العيش في ظروف صعبة
03:22الغبار
03:23النوم في الحفر
03:25وكثير من الأمور التي تخاف فيها على عينيه
03:29وتخاف أن يقصر فيما يطلب منه
03:33أو أن يشعر أنه غير الباقين
03:36عاد حسن
03:38والغبار على ثيابه من معسكرات الإباء
03:43وصنع الرجولة
03:44كان حسن كتوما
03:47حاولت أمه أن تطلع على تفاصيل حياته في الدورة هناك
03:53لكن هيهات هيهات
03:56لم يعبر عن أي مشاعر
03:59ولم يخبر بأي قصة
04:01ولم يتكلم بأي تفصيل
04:03ومذ هناك
04:06بدأت رحلة جهاده
04:08بات يغيب عن المنزل
04:11ويعود أيام السبت والأحد
04:14وحين استقر في جهاده
04:16فاتحته أمه بموضوع الزواج
04:19فقرر الإقدام عليه
04:22كانت فرحة المنزل وقتها لا توصف
04:26وكانت التحضيرات البسيطة المليئة بالحب والإيمان
04:30تغمر كل أفراد العائلة
04:33أكرمه الله بزوجة صالحة
04:37وأكرمه الله بعدها ببنيات ثلاث
04:41يغيب عنهن كل الأسبوع
04:43ويعود يوم السبت والأحد
04:46وهن ينتظرنه فاطمة عند الباب
04:50وسارة تركض حين تسمع صوت صعوده على الدرج
04:55وآية تمسكه بيده وترافقه حتى الجلوس
05:00كانت حقيبته سرا من أسرار الحب
05:05يختزن فيها مشاعره التي لا يعبر عنها
05:10حقيبته الصغيرة كانت تمتلئ بكل شيء للجميع
05:16للأطفال يوزع ما ادخره لهم من حلوة حتى لأطفال إخوته لأمه لأبيه لإخوانه وإخوته لم يكن ينسى أحداً
05:28حتى أنه لم يكن ينسى أصدقاءه
05:32أو أولئك الذين يحتاجون إلى الدواء
05:36كان حسن يحضره من بيروت خلصة
05:40ويضعه أمام أبوابهم دون أن يشعرهم بأي شيء
05:45لقد قسم وقته القليل ليرضي الجميع ويرضي الله
05:51سلة الرحم كانت أساساً بالنسبة له
05:56والإتمئنان عن أصدقائه
05:59ولو عبر الهاتف كان أمراً لا ينساه كل أسبوع
06:04ومساعدة والده في الفرن باكراً
06:08رغم وقته القليل في الإجازات
06:11كان يهتم دون أن يشعرك أنه يهتم بك
06:16يسأل عنك دون تكلف أو ازدراء
06:20أما الصلاة
06:23صلاته كانت سراً مع الله
06:27وقتها مقدس ودقيق
06:31كما وقت عمله الذي لم يتأخر عنه كل تلك السنوات
06:36كان يمشي باكراً جداً ليصل في التوقيت النظامي للعمل
06:43ليكون بريئاً للذمة في هذا النهج الأصيل
06:47هكذا كان حسن
06:50إلى حين الطوفان
06:53كان الأهل والأصدقاء يسألونه عن الوضع أحياناً ويجيب
06:59كما تسمعون على الأخبار
07:02أو
07:02أنا شبع رفنه
07:04ظل على كتمانه وسره
07:08ظلت مشاعره كما عرفها الجميع
07:12مكتومة ظاهرة
07:14تعابيره قليلة
07:16مليئة بالإحساس
07:18اكتنز كل شيء
07:22إلى لحظة اختصر فيها كل تلك السنوات
07:27بنصف ساعة من الزمن باح فيها بكل الأحاسيس
07:33في ذلك اليوم وبعد أن بدأت تلك الحرب القاسية على كل لبنان
07:40كان اللقاء الأخير
07:43ودع حسن زوجته وأبناءه
07:47ونظرت عيون أمه إلى عينيه
07:51تلك التي كانت دائمة القلق عليها
07:55رفقتها منذ أول نشأتها
07:58حين كانت هذه العيون ملجأها وملاذها الوحيد
08:05نظرت إليه كأنها اليوم تغيرت
08:09كأنها ازدادت إشراقا ونورا
08:13في داخل قلب والده صوت يقول له
08:18لا ترحل
08:19وأمامه يقين بعزم ابنه على الجهاد
08:24لأول مرة
08:27يشعر والده بأن حسن
08:30يفصح عن مشاعره بوفرة
08:33يعبر عن حبه كما لم يعبر عنه من قبل
08:37لم يظن أحد أنه هذا الوداع
08:42سلم كل أغراضه وأوراقه لأخيه
08:46صعد على الموتسيك الذي كان ينتظره
08:51رفع يده ولوح بها قليلا
08:55وابتسم ابتسامته الخفيفة
08:59ومضى
09:01وفي تلك العشية
09:04سمعت أمه صوت الانفجار هناك
09:08على حدود ضاحية الإباء
09:10وقرأت على الأخبار أن شهيدا واحدا
09:14قد ارتقى في تلك الضربة
09:17فقالت
09:18الله يساعد ألب أهل
09:20غفت عيونها
09:23أيقظها صوت الهاتف
09:26ترى صورة ابنها واسمه
09:30يوزع على وسائل التواصل
09:32ويزف شهيدا للسماء
09:36تلك اللحظة لا تصفها أي كلمات
09:40بل كل تلك الأيام
09:42في أماكن النزوح لا توصف ولا يعبر عنها
09:48كما كان حسن يكتم مشاعره
09:52كتمت العائلة مشاعر حزنها
09:55أجلت كل البكاء
09:58وأصعب ما في الموقف تلك الغربة
10:02غربة حسن
10:04فكما كان في حياته
10:07لا يحب أن يحمل عبأه لأحد
10:10كان في شهادته
10:13لم يحب أن يحمل حزن توديعه لأحد
10:17ثلة قليلة صلت عليه
10:21ثلاث أو أربع رجال
10:24دفنوا جثمانه الطاهر
10:27تحت القصف وأصوات المسيرات
10:30وكما شهداء كربلاء
10:33وضعوا حجرا صغيرا
10:36كتب اسمه عليه
10:38كل هذا
10:40وساعات الانتظار تطول
10:43ويوم العودة كان أصعب الأيام
10:48بعد أن نال وسام الشهادة العزيزة المباركة
10:53وبات فخر كل هذا المنزل المتواضع
10:57عرفنا من يكون حسن
11:00وما السر الذي أحتويه
11:03عينه التي كانت تقلق أهله دائما
11:08والتي كان الكل يتوقعها عائقا أمام الكثير من الأمور
11:14كانت سلاحا فتاكا ضد الصهاينة
11:17كان حسن يتكلم لغتهم
11:21يعرفهم ويعرف تفاصيلهم
11:25كان حسن ينظر إليهم بعينه تلك
11:30ينظر إلى أصرارهم وإلى أماكنهم المحصنة
11:35كانت تلك العين تراقبهم
11:38وما هذا سوى جزء يسير من ما علمناه
11:44أن حسن كان مرصادنا
11:48وهدهدنا
11:49الذي يحلق فوقهم بعينه البصيرة
11:53الفراق صعب بلى
11:57وليتم للبنيات أصعب وأصعب بلى
12:02لكن كل هذا الفخر
12:05وكل هذا المجد والعز والكبرياء
12:09لم يكن لولاك يا حسن
12:13يا سرنا
12:15يا حسننا
12:17كما أحب دوما أن أناديك
12:20يا ذخيرة لا للسماء
12:23يا كريم كل الشهداء
Be the first to comment
Add your comment

Recommended