- 6/13/2025
القران الكريم تلاوات
Category
📚
LearningTranscript
00:00وحاربوه وتحدوا الله عز وجل وقالوا من أشد منا قوة كي يعذبنا هيهات هيهات
00:09هكذا توهموا واعتقدوا خطأا فأنزل الله عز وجل عليهم عذابا من السماء دمرهم
00:16ودمر أرضهم ألاوهم أصحاب الرميم العمالقة
00:22فمن هم أهل الرميم وما قصتهم وأين كانوا
00:26ولماذا سموا بهذا الاسم ومن هو النبي الذي جاء إليهم
00:31وماذا فعل معهم وماذا فعلوا معه كي يعذبهم الله عز وجل
00:36وما هو هذا العذاب
00:38هذا ما سنعرفه إن شاء الله في حلقة اليوم من قناة نفحة
00:43لكن قبل أن نبدأ لا تنسى الاشتراك في القناة والإعجاب بالفيديو
00:48والآن هيا لنبدأ
00:50أولا لكي نعرف من هم أهل الرميم هؤلاء وما قصتهم
00:56علينا أن نعود بالزمن قليلا إلى الوراء وتحديدا إلى عصر طوفان نبي الله نوح عليه الصلاة والسلام
01:05فبعدما أغرق الله عز وجل جميع المشركين على الأرض بعد الطوفان
01:10لم يتبقى في الأرض إلا أصحاب السفينة
01:13نوح عليه السلام والمؤمنون من أولاده والقليل من المؤمنين الموحدين
01:19وكذا الحيوانات التي حملها نوح بأمر الله في السفينة
01:24قال الله عز وجل
01:26أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
01:28بسم الله الرحمن الرحيم
01:31ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما
01:42فأخذهم الطوفان وهم ظالمون
01:49فأنجيناه وأصحاب السفينة وجعلناها آية للعالمين
02:05ومن هنا سيبدأ العهد الثاني للبشرية
02:08فبعد انتهاء الطوفان العظيم
02:10نزل نوح عليه السلام والمؤمنون معه من السفينة
02:14نزلوا فريحين بأن الله تبارك وتعالى
02:17قد نجاهم واختارهم
02:19قد نجاهم من العذاب الأليم
02:22واختارهم للنجاة من بعد ذلك
02:25وعمارة الأرض
02:27لقد أزال الله عز وجل عن المؤمنين الكرب العظيم
02:31بعدما مكثوا أيام طويلة داخل السفينة
02:34ورأوا أهوال هذا الطوفان المرعب المدمر
02:37ثم تمر الأيام
02:39ويتوفى الله عز وجل نبيه نوحا عليه الصلاة والسلام
02:43ثم يشاء الله تبارك وتعالى
02:46بعد ذلك أن يموت جميع المؤمنين
02:48الذين كانوا مع نوح عليه السلام في السفينة
02:51لقد ماتوا واحدا تلو الآخر على مر السنين
02:55فانقرضوا وماتوا جميعا
02:57ولم يبق لهم نسل أو ذرية
03:00كما قال أهل العلم
03:02وذلك لحكمة يعلمها الله وحده سبحانه وتعالى
03:06فلم يتبقى في الأرض كلها إلا ذرية نوح عليه السلام
03:10قال الله تبارك وتعالى
03:12ودعلنا ذريته هم الباقين
03:19فإن أولاد نوح عليه السلام كانوا أربعة
03:23كما هو مشهور عند عامة العلماء
03:25واسمهم سام وحام ويافث
03:28وكنعان أو يام
03:30قالوا كان كنعان هذا هو الذي غرق في الطوفان
03:34وبقي الثلاثة المؤمنون
03:36سام وحام ويافث
03:38فأصبح كل البشر الموجودين على وجه الأرض اليوم
03:42ينتسبون إلى سام وحام ويافث
03:45أبناء نوح عليه السلام
03:47هذا والله تعالى أعلى وأعلم
03:50فتفرق أبناء نوح الثلاثة في الأرض
03:53قيل إن حام سافر إلى بلاد السودان وهي إفريقيا الآن
03:57فأصبح أبا الأفارقة
03:59وأما يافث
04:00فسافر إلى بلاد الشرق
04:02ويقال إنه سافر إلى بلد تعرف الآن من غوليا
04:06وأصبح أبا الأسياويين
04:09ويقال إن يأجود ومأجود من نسله
04:12أما الولد الثالث
04:13فهو سام
04:14سافر إلى جزيرة العرب
04:16وقيل إلى الشام
04:17فأصبح أبا الفرس والروم والعرب
04:20فعاش الناس بعد الطوفان العظيم
04:22سنين طويلة على التوحيد والإسلام
04:25كانوا على عبادة الله تبارك وتعالى وحده لا شريك له
04:30ومع مرور الأيام والأجيال
04:32ولد من نسل سام بن نوح ولد
04:35قيل كان اسمه عوص أو العوص
04:38هذا الابن لما كبر تزوج وصار لديه أولاد
04:41فانتقله وأولاده إلى جنوب الجزيرة العربية
04:45واستوطن منطقة من الكثبان الرملية المتعرجة
04:49هذه الجبال الرملية تسمى الأحقاف
04:52ومكانها تحديدا بين عمان واليمن
04:55جنوب الجزيرة العربية
04:57في ذلك الزمان
04:59بدأ الشرك يدب في الأرض مرة أخرى
05:02إذ لم يكن أبناء العوص قوما عادي أبدا
05:06إذ إن الله سبحانه وتعالى من عليهم
05:09أعطاهم قوة في العقل وضخامة في الجسم
05:12لم تكن هذه النعم عند كثيرين من غيرهم
05:15فكانوا عمالقة جباري
05:17طوال القامة شداد الأجساد
05:20فمهدوا هذه الرمال وهذه الجبال
05:23وحرثوها وزرعوها
05:25وبنوا فيها المباني وعمروها
05:27واستوطنوها فترة طويلة من الزمان
05:30فصارت لهم دولة عظيمة وأصبحوا المسيطرين
05:34أصحاب القوة العظمى بين الأمم في ذلك الزمان
05:38هؤلاء القوم هم قوم عاد
05:41وسموا بقوم عاد
05:43نسبة إلى عاد بن عوص
05:45ابن إرم بن سام بن نوح عليه السلام
05:49فعاد هو ابن من أبناء العوص
05:51اشتهر بين قومه وأصبح سيدا لهم
05:54فصار القوم يسمون بقوم عاد
05:57وعاد له جد اسمه إرم
06:00وهو إرم بن سام بن نوح عليه السلام
06:03فصاروا يسمون عاد ويسمون كذلك إرم أو عاد إرم
06:09قال الله عز وجل
06:11ألم تر كيف فعل ربك بعاد
06:18إرم ذات العماد
06:22التي لم يخلق مثلها في البلاد
06:29فقوم عاد كانوا عربا يسكنون الأحقاف
06:33في اليمن بين عمان وحضر موت
06:35فهم أول من ذكر لنا من العرب البعيدة
06:39وكان لهم واد يسمونه مغيش
06:42لأن الغيث أو المطر كان يأتيهم من ناحيته
06:46فكانت حياتهم وزراعتهم معتمدة أكثر ما يكون على المطر
06:50وقوم عاد هم أول الأقوام بعد قوم نوح عليه السلام
06:54قال الله عز وجل عنهم على لسان نبيهم هود
06:58واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح
07:07وزادكم في الخلق بسطة
07:11فالله تبرك وتعالى جعلهم طوال القامة
07:15وأعطاهم قوة هائلة وأجسام ضخامة
07:18لم تكن عند أهل زمانهم
07:20وأنعم عليهم بأنعام وبنين
07:22وزروع وخيرات كثيرة
07:24فبدلا من أن يعبدوا الله عز وجل
07:27ويشكره على هذه النعم
07:29جحدوا فضل الله
07:31وكفروا نعمته عز وجل
07:33وعتوا وتكبروا وتجبروا في الأرض على عباد الله
07:37فكانوا جبارين في الأرض ظلامة مستكبرين
07:41يبطشون في كل مكان
07:43ويفسدون في الأرض
07:44وينهبون ثروات وخيرات الشعوب
07:47بسبب أنهم كانوا هم الأقوى عسكريا واقتصادية
07:51وكان عندهم إمكانيات غير موجودة عند باقي الأمم في ذلك الزمان
07:57قال تعالى
07:59فأما عاد فاستكبروا في الأرض بغير الحق
08:06وقالوا من أشد منا قوة
08:11فوصلت عاد إلى مرحلة من أعلى مراحل الظلم والطغيان
08:15حتى قال الله عز وجل في أمرهم
08:18وإذا بطشتم بطشتم جبارين
08:26ثم وقع فيهم ما هو أشد وأعظم من ذلك كله
08:30ألا وهو الشرك العظيم
08:32فقد استطاع إبليس الذي لعنه الله عز وجل أن يدخل فيهم فتنة الشرك
08:38فكانوا أول من عبد الأوثان والأصنام بعد طوفان نوح عليه السلام
08:43إذ نحتوا تماثيل ضخمة من الصخور
08:46وأكفوا عليها وعبدوها من دون الله عز وجل
08:49مثل ما فعل قوم نوح عليه السلام قبلهم
08:53وكان في اعتقاد قوم عاد الباطل
08:55أن هذه الأصنام إنما هم أولياء يشفعون لهم عند الله تبارك وتعالى
09:01فيقربونهم إلى الله عز وجل
09:04وأن هذه الأصنام تمدهم بالطاقة وأمور معينة
09:08ولكل صنم منهم ملكوت خاص به
09:11فاعتقدوا ظلما وزورا وافتراءا أن هذا الصنم للرزق
09:16وهذا للشفاء وهذا خاص بكذا وغير ذلك
09:20ولكن كان لهم ثلاثة أصنام رئيسة
09:23وهم صمد وصمود وهيراء
09:26فتعلقوا بهذه الأصنام وعبدوها من دون الله عز وجل
09:31فأعادوا الشرك إلى الأرض مرة أخرى
09:34وأنكروا البعث والحساب والآخرة
09:36ونسوا عقيدة جدهم نوح عليه السلام
09:39ونسوا ما فعل الله عز وجل بقومه لما عبدوا الأصنام
09:43وكيف أغرقهم الله تعالى بكفرهم وشركهم
09:47ثم تمر الأيام والسنون
09:49ويولد في قوم عاد ولد سمي هود عليه السلام
09:54هذا المولود تربى وترعرع بين قوم عاد
09:58ومع هذا لم يلتفت لتلك الأصنام أبدا
10:01فكبر هود عليه السلام حتى أصبح رجلا ذا مكانة
10:05وشرف عظيم في قوم عاد
10:07فاختاره الله عز وجل واصطفاه
10:10ليكون نبيا رسولا منهم إلى قوم عاد
10:14قيل إن هود عليه السلام هو أول نبي عربي ذكر لنا في القرآن والسنة
10:20إنه نبي الله هود عليه السلام
10:23وقد سمى الله عز وجل باسمه سورة كاملة في القرآن الكريم
10:28فهو أول الأنبياء العرب
10:30وقد أخبر النبي محمد صلى الله عليه وسلم
10:34أن الأنبياء العرب هم هود ثم صالح
10:38ثم إسماعيل ثم شعيب ثم محمد
10:42عليهم جميعا الصلاة والسلام
10:44فذهب هود عليه السلام بعدما أوحى الله عز وجل إليه
10:48وأمره بتبليغ الرسالة
10:50ودعوة هؤلاء الجبابرة إلى عبادة الله وحده
10:54وترك الشرك والظلم
10:56قال تعالى
10:57وإلى عاد أخاهم هودا
11:02أي جاءهم هود عليه السلام وهم مجتمعون
11:05فقال لهم
11:06يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره أفلا تتقون
11:16وهكذا كل الأنبياء كان أول دعوتهم توحيد الله تبارك وتعالى
11:22قال الله عز وجل
11:24ولقد بعثنا في كل أمة رسولا
11:30أن يعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت
11:36فالتوحيد هو رأس الأمر
11:38لأن الإنسان إذا انحرف عن توحيد الله عز وجل
11:41هلك وخسر في الدنيا والآخرة
11:44وإنه لن ينفعه أي عمل ولو كان صالحا
11:47ولن ينديه أي شيء من عذاب الله عز وجل
11:52قال الله تبارك وتعالى
11:54ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك
12:00لئن أشركت ليحبطن عملك
12:05ولتكونن من الخاسرين
12:11فدعاهم هود عليه السلام
12:13وذكرهم بالله وعبادته وحده لا شريك له
12:16وأن هذه الأصنام إنما هي حجارة لا تضر ولا تنفع
12:20وذكرهم بالآخرة
12:22وبأن هناك بعثا وحسابا بين يدي الله عز وجل عن كل شيء فعلوه
12:27وبأن كل من ظلم من الناس على أيديهم
12:31سيأخذ حقه منهم يوم القيامة عند الله تبارك وتعالى
12:35وبين لهم هود عليه السلام أن عقيدتهم هذه فاسدة
12:40وأن العقيدة الصحيحة هي التوحيد والإسلام لوجه الله عز وجل
12:45عقيدة آدم عقيدة نوح وشيث وعقيدة كل النبيين والصالحين
12:52قوم عاد كانوا يعلمون هودا عليه السلام
12:55يعرفون بأنه ذو خلق رفيع وعقل رشيد
12:59وبأنه ذو نسب فيهم
13:01ولكن لما دعاهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له
13:05وترك ما هم عليه من الشرك وبين لهم فساد عقيدتهم
13:09استكبروا وانقلبوا عليه
13:11واتهموه بنقص العقل والضلال والكذب
13:14قال الملأوة هم السادة الكفرة والطبقة العليا من القوم
13:19وهم دائما يكونون غالبا أول من يتصدى للأنبياء والصلحاء
13:24وأول من يحمل للكفر اللواء
13:27حتى في زماننا هذا
13:29ترى أكثر الناس بعدا عن الله سبحانه وتعالى
13:33هم المنعمون في الدنيا
13:35الأثرياء والأغنياء
13:37لا نقول كلهم لكن أكثرهم كذلك
13:41ولا حول ولا قوة إلا بالله
13:43قال الله تبارك وتعالى
13:45قال الملأ الذين كفروا من قومه
13:51إنا لنراك في سفاهة
13:55وإنا لنظنك من الكاذبين
14:03فرد عليهم هود عليه السلام بكل أدب وحكمة وعقل
14:08يا قوم ليس بي سفاهة
14:12ولكني رسول من رب العالمين
14:20أبلغكم رسالات ربي
14:24وأنا لكم ناصح أمين
14:30فاستنكر الملأ الكافرون كلام هود عليه السلام
14:34وقالوا رسول من الله بشرا كيف ذلك
14:38فقال لهم هود عليه السلام
14:40فما العجب من ذلك
14:41أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِّنْ رَبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِّنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ
14:57فأخبرهم أن الله تعالى هو الذي أوحى إليه
15:00وأمره بتبليغ رسالته إليهم
15:03يا قوم
15:04اتقوا الله وأطيعون
15:06واعلموا أن هناك حسابا في الآخرة
15:08إما إلى جنة إذا اتبعتموني
15:11وإما إلى نار إذا خالفتموني
15:14فقام أحد الملأ الكافرين
15:17يستنكر كلام هود عليه السلام عن البعث والآخرة والحساب
15:21فقال أيعدكم أنكم إذا ميتم
15:24وكنتم ترابا وعظاما أنكم مخرجون
15:28هيهات هيهات لما توعدون
15:31هذا وعد بعيد جدا
15:33فنحن بعدما نموت سنكون ترابا وعظاما ورميما
15:37وينتهي الأمر
15:38فكذبوا بالبعث
15:40ونسوا أن الله هو الذي خلقهم من العدم
15:43وهو قدير جل شأنه على إعادتهم من جديد
15:47بل هو عليه أهوا
15:49والله على كل شيء قدير
15:52ثم قالوا إن هي إلا حياتنا الدنيا
15:55نموت ونحيا
15:56وما نحن بمبعوثين
15:58ماذا تقول يا هود؟
16:00أي إن الأمور معروفة بسيطة
16:02أرحام تدفع وأرض تبلع
16:05ليس هناك بعث ولا حساب ولا غيره
16:08نعوذ بالله من قولهم وكلامهم هذا
16:11تعالى الله عما يقولون علوا كميرا
16:14فجحدوا نعمة الله
16:16وكفروا به وكذبوا رسوله هودا عليه السلام
16:20وقالوا
16:20إن هو إلا رجل افترى على الله كذبا
16:26وما نحن له بمؤمنين
16:32قالوا هذا رجل متقول يكذب على الله طمعا في المال أو السلطة والرياسة
16:39ثم قالوا كذبا
16:41لماذا يا هود تفعل هذا؟
16:43ماذا تريد من كل هذا؟
16:45أتريد مالا؟
16:46إن كنت تريد مالا نعطيك مالا وتسكت عن هذا
16:49وتتركنا وشأنانا
16:51فقد كنا نرجو منك عقلا وحكمة يا هود
16:56فرد عليهم هود عليه السلام
16:58يا قوم لا أسألكم عليه أجرا
17:03إن أجري إلا على الذي فطرني
17:08أفلا تعقلون
17:12أي أين عقولكم يا قوم؟
17:15لا أريد منكم شيئا ولا أجرا إلا أن تعبدوا الله تعالى وحده
17:19أنا أنصحكم لوجه الله
17:21وما أجري إلا على الله عز وجل
17:24ثم قال لهم
17:26ويا قوم استغفروا ربكم
17:30ثم توبوا إليه
17:34فقالوا
17:35وماذا نستفيد يا هود إن فعلنا ذلك؟
17:38فقال لهم هود عليه السلام
17:40يرسل السماء عليكم مدرارا
17:48وهذا لأن قوم عاد كانوا كما قلنا
17:51يعتمدون أكبر اعتماد في معيشتهم وزروعهم على المطر والغيف من السماء
17:57لأن أرضهم صحراوية رملية
17:59ولذلك فإن أول نعمة قالها لهم نبيهم هود عليه السلام
18:05يا قوم استغفروا ربكم وتوبوا إليه
18:08فإن فعلتم فإن الله عز وجل يزيد لكم المطر والغيف
18:13فتكثر الزروع وتزداد المحاصيل والخيرات والمنافع
18:18ويزدكم قوة إلى قوتكم ولا تتولوا مدرمين
18:27وهذا لأنهم كانوا جبابرة يفتخرون بقوتهم
18:31فقال لهم لا تقلقوا يا قوم
18:34إن قوتكم ستزيد أكثر وأكثر
18:37واستمر نبي الله هود عليه السلام ينصح قومه ويذكرهم بنعم الله عليهم
18:43وأن الله جل شأنه هو من أعطاكم هذه الأجسام الضخمة الطويلة القوية
18:49وجعلكم تبنون هذه المباني العظيمة
18:52وهذه الحصون العالية
18:54وتحرثون هذه الأرض بخيراتها وتزرعونها فتنتفعون بها
18:59فيا قوم لا تنسوا فضل الله عز وجل عليكم
19:03واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح
19:14وزادكم في الخلق بسطة
19:18فاذكروا آلاء الله لعلكم تفلحون
19:27ولكن للأسف جحد قوم عاد نعمة الله عز وجل
19:32واستمروا في ضلالهم وكفرهم وشركهم
19:35ورضوا بما آتاهم الله في الحياة الدنيا من عرض زائل
19:40فقوم عاد من شدتهم وقوتهم
19:42كانوا يبنون المباني الضخمة عبثا بغير داع
19:47لا يسكنونها ولا يحتاجون إليها أصلا
19:50إنما كانوا يبنونها فقط ليثبتوا للأمم مدى قوتهم
19:55ومقدار ما عندهم من العلم والحضارة
19:58فكانوا يبنون في كل ريع آية مرتفعا
20:03واديا كبيرا فيه مباني عظيمة
20:06كانوا يبنون آية مبنا عاليا مرتفعا
20:10يبنون هذه المباني عبثا لا ينتفعون منها ولا يسكنونها
20:15فقال لهم هود عليه السلام
20:18أتبنون بكل ريع آية تعبثون
20:26فيقال إن الأمم القديمة كان لديهم قوة وعلوم وطول أجل وعمر
20:32ويملكون أشياء تفوق ما لدينا اليوم
20:35فإذا نظرت اليوم إلى آثارهم ومبانيهم
20:39وكيف توصل لأشياء خيالية
20:41في علوم الهندسة والطب والصناعة والفلك وغيرها
20:45تجد العجب العجاب
20:47فتخيل هذه الأمة في ذلك الزمان القديم
20:51لديهم هذه القدرات وهذا العلم الكبير
20:54وكعادة كل ظالم متجبر
20:56تشبثت عاد بالدنيا
20:59ورضوا وطمأنوا بها
21:00وكذبوا بلقاء الله عز وجل ووعده ووعيده
21:04مثل ما فعلت الدول العظمى في زماننا
21:07لدرجة أن عاد بنوا مصانع كبيرة جدا للخلود في الدنيا
21:12هكذا توهموا
21:14ولمحاربة فكرة الموت
21:16فقال لهم هود عليه السلام
21:18وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون
21:25فمن خوفهم من الموت
21:27وشدة حرصهم على الحياة
21:29بنوا هذه المصانع الكبيرة
21:32على أمل أن يجدوا حلا لشبح الموت والفناء
21:35ويصلون إلى الخلود في الدنيا
21:38يتمنون ذلك لكنهم لن يستطيعوا أبدا
21:41فالله سبحانه وتعالى قال
21:43وقوله الحق
21:45كل نفس ذائقة الموت
21:53والنبي محمد صلى الله عليه وسلم أخبر قائلا
21:57إن الله لم ينزل داءا أو لم يخلق داءا إلا أنزل أو خلق له دواءا
22:05علمه من علمه وجهله من جهله إلا السام
22:09قالوا يا رسول الله وما السام؟
22:11قال الموت
22:12فاستمر هود عليه السام يدعوهم بكل الطرق حتى بدأ يخوفهم بالعذاب من الله عز وجل
22:20فقال لهم
22:21إني أخاف عليكم
22:25إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم
22:33فردوا عليه
22:36سواء علينا أوعظت أم لم تكن من الواعظين
22:48أي لن نترك آلهتنا يا هود
22:50ولن نؤمن لك
22:52إن هذا إلا خلق الأولين
22:57أي هذا دين آبائنا وأجدادنا
23:00ونحن تابعون لهم نعيش كما عاشوا
23:03ونموت كما ماتوا
23:05ولا بعث ولا معاد
23:07فإنها حياة ثم بعث
23:09وليس بعد ذلك شيء
23:12هذه عادة الأولين
23:14ولهذا قالوا بعدها
23:16وما نحن بمعذبين
23:21فجلس القوم يفكرون في شيء يعجزون به هودا عليه السلام
23:26هكذا توهموا
23:27فقالوا
23:28يا هود ما جئتنا ببينه
23:32أي لم تأتنا يا هود بمعجزة لتثبت أنك نبي
23:36وما نحن بتاركي آلهتنا عن قولك وما نحن لك بمؤمنين
23:48أي إما أن تأتينا بمعجزة يا هود أو لا نؤمن لك
23:53فتريد أن نترك آلهتنا التي عبدها آباؤنا وأجدادنا لمجرد كلامك هذا
23:59واستمروا في تكذيبه إلى أن اتهموه بأن أصابه الجنون بسبب شتمه آلهتهم
24:06وسبه أصنامهم
24:08فقالوا
24:08إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء
24:18أي أصابتك لعنة الآلهة يا هود
24:20وفي يوم من الأيام وقف هود عليه السلام أمامهم وحيدا وقال لهم يا قوم
24:26ناداهم
24:27فتجمع الناس حول هود عليه السلام
24:30جاء الملأ الكافرون ينظرون ماذا يريد هود أن يقول لهم
24:34فقال لهم هود عليه السلام
24:37إني أسهد الله واسهدوا أني بريء مما تسركون من دونه
24:56أترون هذه الأصنام وهذه الآلهة؟
25:00فيا قوم اشهدوا أني بريء منها جميعها ولا أؤمن بها
25:04وهذا تحدي منه لهم ليبين لهم بطلان زعمهم
25:09وأن هذه الأصنام لا تضر ولا تنفع
25:12فقال أنا بريء منها لاعن لها
25:14ثم قال هود عليه السلام بعد ذلك
25:17ولعل هذا الذي سيحصل هو معجزة هود عليه السلام
25:21كما قال أهل العلم
25:23فكل نبي من الأنبياء أرسله الله عز وجل ومعه آية أو معجزة
25:28تبين صدق قوله ودعوته
25:31وكل معجزة كانت تناسب ما برع فيه القوم
25:34لكن هود عليه السلام لم تذكر لنا معجزته صراحة في القرآن
25:40وهنا قال أهل العلم
25:41ربما تكون معجزة هود عليه السلام
25:44التحدي لقومه العظام الضخام
25:47العمالقة الجبابرة
25:49لأن قوم هود كان أهم ما يميزهم القوة
25:53فكانت معجزة هود في قول العلماء
25:56هي أن تحداهم في قوتهم
25:58فقال لهم
25:59فكيدوني جميعا
26:02أي هيا
26:04هيا كلكم بجيوشكم يا قوم
26:07ائتوني بأسلحتكم وآلهتكم وأصنامكم وقواتكم
26:12وافعلوا بي ما تقدرون
26:14قال لهم
26:15ثم لا تنظرون
26:20أي فعلوا ذلك الآن
26:22ولا تتأخروا
26:24لا تنظروني ولا تتركوني
26:26فإني لا أبالي بكم
26:28ولا أفكر فيكم
26:30ولا أخاف قوتكم
26:32كل هذا
26:32والناس ينظرون
26:34أي قوة وأي سلاح هذا
26:36الذي يملكه هود عليه السلام
26:38حتى يتحدى هؤلاء القوم
26:40العتاة الطغاة الجبابرة
26:43هذا التحدي العظيم
26:45فيقول هود عليه السلام
26:46إني توكلت على الله ربي وربكم
26:52ما من دابة
26:58إلا هو آخذ بناصيتها
27:03إن ربي على صراط مستقيم
27:11أي يا قوم
27:13أنتم معكم جيوشكم وأسلحتكم وقواتكم
27:16وأنا معي الله عز وجل وحده لا شريك له
27:21هكذا يكون تحدي الأنبياء
27:24انظر إلى اليقين والقوة
27:26والتوكل على الله عز وجل وحده
27:29إلى أي درجة نبي معه رب العالمين
27:33فمن يغلبه لن يستطيع أحد أن يقدر عليها
27:37وهذا لابد أن يكون يقين المؤمنين
27:40في أن الله عز وجل ينصر من يشاء
27:44وهو سبحانه غالب على أمره سبحانه
27:48وأنه على كل شيء قدير
27:51قال تعالى
27:52فإن تولوا فقد أبلغتكم ما أرسلت به إليكم
28:01ويستخلف ربي قوما غيركم
28:05ولا تضرونه شيئا
28:09إن ربي على كل شيء حفيظ
28:16فاغتظ القوم وغضبوا
28:18كيف يتحدانا هود
28:20كيف نكون جميعا بآلهتنا
28:23وهو وحده
28:24فحاولوا أن يؤذوه
28:26لكنهم عجزوا
28:27ولم يستطيعوا أن يفعلوا به شيئا
28:30ولا أن يؤذوه بأي شيء أو يضروه
28:34فإن الله عز وجل قد عصمه منهم
28:37وحاشى لله أن يعصم أحدا
28:40ثم تنخرم هذه العصمة
28:42فالله جل شأنه لا معجز له
28:45لا راد لقضائه ولا معقب لأمره
28:49رغم أنهم كانوا يفتخرون في الأرض أنهم أقوى الأمم
28:53لكن منعهم الله تبارك وتعالى وهو الأشد منهم قوة
28:57ظل هود عليه السلام
28:59هذا النبي العربي المبين
29:01ظل فترة طويلة من الزمن
29:04يدعو قومه الكافرين
29:06قوم عادة
29:07إلى عبادة الله وحده
29:08وترك الشرك
29:09فما آمن معه إلا قليل
29:12شأن كل الأنبياء مع أقوامهم الكافرين
29:16لا يؤمن معهم إلا قليل
29:18وفي يوم من الأيام
29:20جاءه قومه الكافرون يتحدونه بكل جرأة
29:24واعتمدين على قوتهم
29:26قالوا أجئتنا لتأفكنا عن آلهتنا
29:32فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين
29:40هل تتحدان يا هود أن الله سيعذبنا إذا لن نتبعك
29:45فأتنا بعذاب الله
29:47نريد أن نرى العذاب الذي تخوفنا منه
29:50نعوذ بالله من الشرك
29:52فرد عليهم هود عليه السلام
29:54قال إنما العلم عند الله
30:01أي أنا ليس بيدي شيء يا قوم
30:05فالله سبحانه وتعالى هو وحده الذي ينزل العذاب
30:09في الوقت الذي يشاء
30:11على ما يريد ومن يريده
30:13وأنا مهمتي أن أبلغكم رسالة ربي
30:16لا أملك حولا ولا قوة ولا شيئا
30:20وأبلغكم ما أرسلت به
30:25ولكني أراكم قوما تجهلون
30:33قالوا له فأتنا بالعذاب يا هود
30:36ولا تكثر علينا الكلام
30:38نريد أن نرى هذا العذاب إن كنت صادقا
30:41فنحن ألو قوة ولدين الحصون والمصانع والمخازن والأموال وكل شيء
30:47فقال لهم هود عليه السلام
30:49قد وقع عليكم من ربكم رجس وغضب
30:57أتجادلونني في أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم
31:14ما نزل الله بها من سلطان
31:21فانتظروا إني معكم من المنتظرين
31:31وهنا رفع هود عليه السلام يديه إلى الله سبحانه وتعالى قائلا
31:36قال رب انصرني بما كذبون
31:44فأنزل الله عز وجل عليه الوحي من السماء
31:47قال عما قليل ليصبحن نادمين
31:56فبعد فترة توقفت السماء عن المطر والغيث
32:00وبدأت الأرض شيئا فشيئا تدف
32:03وبدأت المحاصيل تموت وازداد الجفاف
32:06وهنا بدأ الناس يخافون على أنفسهم من الهلاك والعذاب الأليم
32:11لأن المطر يعتبر مصدر قوتهم في معيشتهم وزراعتهم
32:15فإذا توقف المطر توقفت معه الحياة
32:18سبحان الذي جعل من الماء كل شيء حيا
32:21فحبس الله تعالى عنهم المطر سنة كاملة
32:25فماتت الزروع وجفت المحاصيل
32:28لكن كان هناك مخزون يكفيهم هذه السنة
32:31ثم أمسك الله عز وجل عنهم المطر سنة أخرى
32:34فقالوا نتحمل ما زال عندنا في المخازن طعاما
32:38لكن أحس أن الأمر خطير
32:40فتجمع وذهبوا إلى شركائهم وأصنامهم يدعونها ويستسكونها
32:45فلم ينزل الله عز وجل عليهم قطرة ماء واحدة
32:49ثم حبس الله عنهم المطر للسنة الثالثة
32:52ثلاث سنين لم ينزل عليهم أي مطر من السماء
32:56فجفت الآبار واشتد الجفاف عليهم
32:59واقترب مخزون الطعام أن ينفد
33:01فقالوا سوف نهلك ونموت
33:04فبدأوا يحسون بضعفهم وعجزهم وقلة حيلتهم
33:08بعد أن كانوا يتكبرون ويقولون من أشد منا قوة
33:13وبعد أن كانوا يتحدون نبي الله عز وجل
33:16قال تعالى
33:17محدث لنا عن قولتهم التي بها يفتخرون
33:21ويتحدون نبي الله
33:23فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين
33:32فلما تيقنوا بالموت والهلاك لا محالة
33:36اجتمع الملأ الكافرون
33:37وقالوا لا بد أن نستسقي ونطلب المطر من الله
33:41هنا ظهر الإخلاص الحقيقي
33:44ونس الأصنام
33:45فهم يؤمنون بالله لكنهم يشركون معه
33:48هكذا هم أهل الشرك والكفر والضلال
33:51إذا اشتد عليهم الأمر
33:53وأحسوا بالهلاك
33:54يدعون من في السماء
33:56يدعون الله وحده لا شريك له
33:58بل يخلصون في العبادة
34:01ويتركون شركاءهم وأصنامهم ومن يدعون
34:04وبمجرد أن ينجيهم الله تعالى بقوته وقدرته من الشدة
34:09يرجعون بعدها إلى عبادة الأصنام من جديدة
34:13فلما وصلوا إلى هذه المرحلة بعد ثلاث سنين من الجفاف
34:17يقول الإمام محمد بن إسحاق في هذا الجزء من قصة عاد
34:22لما كادوا أن يهلكوا
34:23قالوا لا بد أن نذهب إلى مكان يستجيب الله فيه دعاءنا
34:28فقالوا نذهب إلى مكة إلى بيت الله الحرام
34:31وكان معروفا عند أهل ذلك الزمان
34:34ولم يكن متبقيا من بناء الكعبة إلا قواعد فقط
34:38بسبب الطوفان العظيم
34:40الذي حصل في زمن نوح عليه السلام
34:42وكانت هناك قبيلة تسكن عند الكعبة
34:45اسمهم العماليق
34:47وهم أبناء عم لقبيلة عادة
34:49فجهزت عاد حوالي سبعين رجلا
34:52ليدعوا الله لهم عند الحرم
34:54أن يسقيهم المطر والغيف
34:56فوصل هؤلاء السبعون إلى بيت الله عز وجل
35:00ووقفوا يدعون الله تعالى عند قواعد الكعبة
35:03وقف سيد هؤلاء السبعين أمامهم يدعوا الله
35:06فتكونت أمامهم من بعيد ثلاث سحابات كبيرة
35:11سحابة بيضاء وأخرى حمراء
35:13وسحابة ثالثة سوداء
35:15ثم نادى مناد من السماء على زعيمهم
35:18اختر لنفسك ولقومك من هذه السحب
35:21فقال زعيمهم اخترت السحابة السوداء
35:25فإنها أكثر السحاب معا
35:27فناداه مناد
35:29اخترت رمادا رمددا
35:31لا يبقي من عاد أحد
35:33لا والدا تترك
35:35ولا ولدا
35:37إلا جعلته همدا
35:39إلا بني اللوذية المهدى
35:41يقول محمد بن إسحاق
35:43بني اللوذية كانوا مقيمين بمكة مع أخوالهم
35:47فلم يصبهم ما أصاب قومهم في الأحقاف
35:50فرح السبعون رجلا
35:51وقالوا لبعضهم نرجع إلى قومنا نبشرهم
35:54فرجعوا من مكة إلى الأحقاف في جنوب الجزيرة
35:58فأخذوا يمشون مسرعين فرحين
36:00والسحاب من ورائهم
36:01فساق الله عز وجل السحابة السوداء هذه
36:04حتى خرجت على عاد من واد يقال له
36:07مغيف فلما رأوا هذه السحابة السوداء الكبيرة
36:11استذشروا بالمطر وفرحوا كثيرا
36:15قال الله عز وجل
36:17فلما رأوه عارضا مستقبل أوديتهم
36:23قالوا هذا عارض منطرنا
36:28ففرحوا واستبشروا أحسوا بالفخر والكبر
36:32وأنهم انتصروا على هود
36:33لكن الله عز وجل أمر هودا عليه السلام
36:37أن يخرج ويأخذ معه المؤمنين
36:39ويختبئ في مكان معين
36:41قيل إنهم اختبأوا في الجبال
36:43فرح القوم الكافرون
36:45لما رأوا السحابة السوداء من بعيد
36:48إلا امرأة عجوزة
36:50لما رأت هذا الغيب
36:51ورأت السبعين رجلا راجعين
36:53صرخت
36:54ثم أغمي عليها
36:56فلما أفاقت قالوا
36:58ما رأيتي؟
36:59قالت رأيت ريحا فيها كشه بالنار
37:01أمامها رجال يقودونها
37:03قال الله عز وجل
37:05بل هو ما استعجلتم به
37:09أي هذا هو العذاب الذي استعجلتموه وطلبتموه
37:13بل هو ما استعجلتم به
37:17ريح فيها عذاب أليم
37:24تدمر كل شيء
37:28بأمر ربها
37:30فأتت عليهم ريح شديدة الهبوب
37:34شديدة البرودة
37:35فكانت الريح تحمل الواحد منهم إلى السماء
37:39وتلفه وتلقيه على الأرض رمياً
37:42فينشدخ رأسه ويبقى جثة هامدة
37:46فصارت أجساد عاد مغروسة في الأرض
37:49مثل جذوع النخل الخاوية
37:52وذلك من طول الواحد منهم
37:54فكان أحدهم إذا لم يمت من شدة الريح
37:57مات من شدة البرد
37:59أو مات من السقوط والهوي من السماء إلى الأرض
38:03قال الله عز وجل
38:05وأما عاد فأهلكوا بريح صرصر عاتية
38:14ريح باردة
38:16شديدة الهبوب تدمر كل شيء
38:19قال الله عز وجل
38:21سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما
38:30أي أياما متتابعة
38:33فترى القوم فيها صرعا
38:37كأنهم أعجاز نخل خاوية
38:43ويقول الله تبارك وتعالى في آية أخرى
38:47تنزع الناس كأنهم أعجاز نخل منقعر
38:57تقول أمنا أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها
39:01وعن أبيها أبي بكر
39:03قالت زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم
39:07إن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى غيما
39:11أو ريحا عرف ذلك في وجهه
39:14أي تتغير ملامح وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم
39:18ويظهر عليه الخوف
39:20فسألت أمنا أم المؤمنين رسول الله صلى الله عليه وسلم
39:25وقالت يا رسول الله
39:27إن النس إذا رأوا الغيم فريحوا
39:29رجاء أن يكون فيه المطر
39:32وأراك إذا رأيته عريف في وجهك الكراهية
39:36فرد عليها النبي صلى الله عليه وسلم
39:39فقال يا عائشة
39:40ما يؤمنني أن يكون فيه عذاب
39:44عذب قوم بالريح
39:46وقد رأى قوم العذاب فقالوا
39:49هذا عارض ممطرنا
39:52يقصد رسول الله صلى الله عليه وسلم قوم عادة
39:56فكما تفخروا بقوتهم وسدتهم
39:59وقالوا عتوا وكبرا من أشد منا قوة
40:03سلط الله عز وجل القوي الأعظم
40:06سلط عليهم جندا من جنوده
40:09فكانت الريح العقيم
40:12قال ربنا جل شأنه
40:14وفي عاد إذ أرسلنا عليهم الريح العقيم
40:23ما تذر من شيء أتت عليه
40:29إلا جعلته كالرميم
40:34وطوال مدة هذه الريح الشديدة
40:37كان أهل الإيمان مختبئين مع هود عليه السلام
40:41لقد نجاهم الله عز وجل من العذاب الأليم
40:45فلما انتهت الأيام الثمانية وسكنت الريح
40:49كانت الأرض ممتلئة بالجثث
40:51قيل إن الله عز وجل أرسل عليهم طيورا كبيرة حملت هذه الجثث ورمتها في البحار
40:58أخبر ربنا الله العظيم تبارك وتعالى عن أول صباح بعد العذاب
41:04فأصبحوا لا يرى إلا مساكنهم كذلك نجزي القوم المجرمين
41:15وقال الله عز وجل
41:18وتلك عاد
41:21جحدوا بآيات ربهم وعصوا رسله
41:27واتبعوا أمر كل جبار عنيد
41:33وأتبعوا في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة
41:42ألا إن عادا كفروا ربهم
41:48ألا بعدا لعاد قوم هود
41:55وبعدما انتهى كل شيء خرج هود عليه السلام ومن آمن معه
42:00وقد أنجاهم الله عز وجل من هذا العذاب الشديد
42:03ورأوا ما فعل الله تعالى بأولئك القوم الكافرين الظالمين
42:08وكيف أهلكهم الله عز وجل جميعا ولم يبقي منهم أحدا
42:14وإلى هنا مشاهدين تكون قد انتهت قصة أحد أقوى لأقوام الجبابرة على مر التاريخ
42:21لتكون عبرة لنا ولكل من يحاول التفاخر والتكبر على الله عز وجل ورسله وآياته
42:28هذا والله تبارك وتعالى أعلى وأعلم
42:31وصل اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
42:36والحمد لله رب العالمين
42:39دمتم في رعاية الله وأمنه
42:41والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
Recommended
6:20
|
Up next
15:24
20:48
0:15
15:49
16:23
31:34
27:42
18:41
51:15