مقدمة النشرة المسائية 06-12-2017 - لو أن في هذي الجموع رجالاً

Al Jadeed News
Al Jadeed News
72 followers
3 years ago
مقدمة النشرة المسائية 06-12-2017 - لو أن في هذي الجموع رجالاً

أولى القِبلتين وثالثُ الحرمينِ الشريفَينِ مرهونةٌ بقرارٍ أميركيٍّ سيغيّرُ وجهةَ مدينةِ الصلاة دربِ مَن مرُّوا إلى السماء مدينةِ المعابدِ التي تعانقُ الكنائسَ القديمة والمساجد هي القدسُ التي تُشبهُ وجهَ اللهِ الغامر تترقّبُ بعدَ دقائقَ قرارًا مِن عقيمِ سلطةٍ سيُنفّذُ وعدَه الانتخابيَّ بالاعترافِ بالقُدسِ عاصمةً لإسرائيل ونقلِ سِفارةِ الولاياتِ المتحدةِ مِن تل ابيب الى المدينةِ المقدسة يَكسِرُ الرئيسُ دونالد ترامب" مَحظوراً لم يتجرّأْ على كسرِه أيٌّ مِن أسلافِه بمَن فيهم أكثرُهم تَطرّفًا وانحيازًا إلى إسرائيل ولا سيما رونالد ريغان وجورج بوش الابن الذي دمّرَ أفغانستانَ والعراق وسيقلِبُ ترامب بخُطوتِه تلك الشرقَ الأوسط كلَّه وسيتخلّى عن عمليةِ السلامِ برمتِها بضربِ مرجِعياتِها مسقِطاً اتفاقياتِ أوسلو وحلَّ الدولتينِ التي تركت وضعَ القدس والحدودَ الى مفاوضاتِ الحلِّ النهائي وسيُعطي ترامب ضوءًا أخضرَ للاستمرارِ في الاستيطانِ بالضفةِ الغربية والقدسِ المحتلَين. وحتى ولو قرّر إرجاءَ نقلِ السِّفارة فإنّ الاعترافَ بالقدس عاصمةً لفِلَسطين سيمنحُ دولةَ الاحتلالِ والقياداتِ اليمينيةَ المتطرفةَ فرصةً للتغوّلِ اليهودي على حسابِ العربِ مسلمينَ ومسيحيين بإخراجِ المخطّطاتِ المُرعبة من الأدراجِ عبرَ تهويدِ البلدةِ القديمة وطردِ المقدسيين. ترامب فعلَ فَعلتَه ظنًا أنَ أهلَ القضيةِ نسُوا قضيتَهم وأن العربَ في وادٍ آخر. لكنْ رُبَّ ضارةٍ نافعة ذلك أنَّ في استطاعةِ القيادةِ الفلسطينية أن تستخدمَ سلاحَ الدفاع عن حقوقِها الوطنية، شعبياً بالتوحّد خلفَ بَرنامَجٍ نضاليٍّ لحمايةِ القدس، ودبلوماسياً بمقاطعةِ واشنطن أو بالتوجّهِ إلى مجلسِ الأمنِ والأممِ المتحدة لتقديم شكوىْ ضِدّ الإدارة ِالأميركية لكونِها شارَكت في خرقِ القوانينِ والقرارات الدولية التي وقّعتها بنفسِها. كما يمكنُ أن تطالبَ فِلَسطينُ بصفتِها مراقبًا في الاممِ المتحدةِ بعقدِ جلَساتٍ طارئة لمجلسِ الأمن بشكلٍ يومي، وإعادةِ فتح مِلفَي "الجدارِ الفاصل" والمستوطناتِ من جديد على المُستوى الدَّوليّ لكنّ التعويلَ على الدِّبلوماسية وحدَها لا يكفي، فالمطلوبُ إعادةُ النظر في طبيعةِ المواجهة والتأسيسُ لفكرٍ فِلَسطينيٍّ جديدٍ يتجاوزُ أفكارَ القيادةِ الفِلَسطينيةِ الحالية والسابقة، ودرسُ مستقبلِ الفِلَسطينيين كوحدةٍ واحدةٍ وصوغُ بَرنامَجِ المواجهةِ الذي يتكئُ على قدراتِ الشعبِ الفِلَسطينيِّ وتضحياتِه ليس إلا أما العربُ ففي يدِهم كثيرٌ من اوراقِ القوةِ لمواجهةِ القرارِ الأميركيّ إذا ما كانوا فعلاً لا يزالونَ يعتبرونَ فِلَسطينَ قضيتَهم والقُدس بُوصَلتَهم. يكفي أن تسحبَ دولُ التطبيع بَعَثاتِها الدِّبلوماسيةَ من اسرائيلَ وتوقفَ الاتصالَ بها وفي حالِ كانوا أعجزَ عن قطعِ علاقاتِهم الدبلوماسيةِ بأمريكا فعلى الاقلّ هم قادرونَ على وقفِ مدِّ الخِزانةِ الأميركيةِ بالملياراتِ مِن الدولاراتِ عَبرَ وقفِ صفَقاتِ شراءِ الخُردةِ مِن الأسلحة وفي حالِ الضرورةِ يشترونها مِن دولٍ أخرى مثلِ الاتحادِ الأوروبيّ أو روسيا لن تطلُبَ الشعوبُ الى حكامِها الذَّهابَ أبعدَ مِن ذلك فزمنُ قطعِ النِّفط قدِ اغتيل

Recommended