مقدمة النشرة المسائية - حريري ما بعد التأمل

  • 3 years ago
المقدمة
إنتهَتْ مرحلةُ التأمّل وخَرَجَ الرئيس سعد الحريري من واقعةِ الصدمةِ مباشرةً مِن الرياض إلى باريس الهبوطِ الاضطراريّ ما قبلَ بيروت معلنًا من العاصمةِ الفرنسية أَنه قادِمٌ إلى الاستقلال متحدّثًا إلى أوساطِه عن أجواءٍ مؤاتيةٍ جداً للتفاهمِ معَ رئيسِ الجُمهورية وإشادةُ الحريري موارَبَةً بالرئيسِ ميشال عون معطوفةً على سَفرِ الثلاثيِّ نهاد نادر وغطاس إلى باريس لملاقاةِ رئيسِ الحكومة كلُّها عَلاماتُ ظهورٍ سياسيٍّ مُستجد لكونِ الحلْقةِ المقرّبةِ إليه اليومَ هي تلك التي عالجَتِ الأزْمةَ على طريقةِ الارتياب والشكِّ والخوفِ على مستقبلِ سعد. وخاضَت معركةً شبهَ صامتةٍ وأجرت عمليةَ فَرزٍ وتعريبٍ لتلامذةِ السيدِ المسيح ولكنّ السؤالَ اليومَ لا يتعلّقُ بفريقِ الحريري بل برئيسِ الحكومةِ نفسِه فهل يحضرُ عيدَ الاستقلالِ بوصفِه رئيسًا للحكومة اللبنانية وإنْ مستقيلًا أم سيكونُ سعدَ الحريري الجديدَ الطالِعَ مِن طبعةٍ سُعوديةٍ منقحّة؟.
أُولى الملامحِ ستتبدّى في اجتماعِ مجلسِ وزراءِ الجامعةِ العربيةِ غداً في القاهرة وما ستعكِسُه قراراتُ الجامعةِ على لبنانَ ومدى تعاملِ الحريري معها وتاليًا معَ مهندسِ الدبلوماسيةِ اللبنانيةِ جبران باسيل وما إذا كان سيتبعُ عربياً سياسيةَ النأيِ بالنَّفس كعَربونِ تسويةٍ دُفعةً على الحساب. وحِيالَ هذهِ المسارات لم يُدلِ الحريري بوجهتِه السياسية لكنّ معظمَ ما نُقلَ عنه باريسياً كانَ يُغلّبُ صوتَ المشاركةِ وإعلانُه أنه سيُطلقُ مواقفَه مِن بيروت وهو حرَصَ على تلاوةِ بيانٍ بالفرنسيةٍ لفتت فيه عباراتُ الامتنانِ لماكرون وفرنسا إذ قال الحريري إنه لن يَنسى هذا لماكرون ابداً شاكراً لماكرون وفرنسا استقبالَه معَ نِصفِ عائلتِه فيما بقيَ النِّصفُ الأصغرُ في الرياض لضروراتٍ تعليمية . وقد خصّه ماكرون باستقبالٍ استثنائيٍّ مغلّفٍ بالاحتضانِ وبمائدةٍ عائليةٍ حَميمةٍ لم تكن بطعامٍ فرنسيِّ وحسْب بل أضيفت إلى لائحتِها أطباقُ دعمٍ دَوليةٌ سينظّمُها ماكرون دعمًا للبنان لكنّ ماكرون الحريصَ على اللِّياقاتِ الدِّبلوماسيةِ أَجرى اتصالًا بالرئيس عون وأَطلعَه على كلِّ هذهِ التفاصيل فيما قال مصدرٌ رئاسيٌّ فرنسيّ إنّ باريس أخذت على مَحمِلِ الجِد تهديدَ الرئيس عون باللجوءِ الى مجلسِ الأمن بشأنِ الحريري .
وبعد أربِعاءِ الاستقلال هناك خميس سوف يستقرُّ فيه الحريري متخذًا من بيروتَ عاصمةَ قرار لكنْ على أيِّ قرارٍ سوف يرتكز ؟ أعلى حكومةِ فكِّ الاشتباكِ معَ السُّعودية أم حكومِة فكِّ الارتباطِ بحِزبِ الله ؟ حريري واحد ما قبلَ الاستقالة أم حريري اثنان ومِن مجلسِ الجامعةِ العربية يُقرأُ العُنوان .لكن كل ما وصل اللبنانيين ان خط رئيس الحكومة اصبح مفتوحا على الاتصالات منذ ان وصل الى باريس وهو الخدمة التي لم تكن متاحة بحرية في السعودية .

Recommended