فوق سريره يجلس مراقبًا بعيون صقر لما يدور حوله، خلف أسوار التبن الذي يحجبه عن عالم المذبح، في كوكبه الخاص الذي تستشعر فيه وكأنك في بلد أخر بعيدًا عن الذي يجري بالخارج، يبيع الحبوب والتبن والذرة وأعلاف الحيوانات للجزارين ومربي الدجاج من كل الأنواع. 25 عامًا والحاج محمد باقيًا على تلك الجلسة وسط دجاجه وديكه الرومي، ينام ويصحو على نفس الحال تزوره الذئاب والثعالب ليلًا، بعد أن يتركه أولاده وزوجته ويذهبوا إلى منزلهم بحي مصر القديمة ويبقى هو وحيدًا "بقالي 25 سنة هنا بنام وبصحى على السرير ده، الصبح ببيع الأعلاف للجزارين والفرارجية، وبليل بحرس الشونة من التبن والذرة وغيرها من أطعمة الحيوانات، وشوية الفراخ من السرقة أو إن الثعالب تدخل تأكلهم " أما عن مأمنه هو فكلابه الخاصة بالحراسة تحميه. أنهى "الحاج محمد" بائع الأعلاف داخل أسوار المجزر الآلي، وظيفته الحكومية وخرج على المعاش، ليبدأ منذ تلك اللحظة مع أبنائه مسيرة عمل أخرى يعاونهم ويحرس حالهم ومالهم "الأعلاف والبضائع كلها ملك أولادي وأنا بساعدهم بالحراسة بليل والبيع الصبح"، تشير كل خصلة من لحيته الكثة المشيبة على خبرته في سوق الأعلاف بداية من زراعتها وحصدها من أراضي محافظة الدقهلية وتحميلها على العربات، وحتى تقدم كطعام أمام الحيوان" الأعلاف مواسم والأسعار في بداية الموسم بتختلف عن نهايتها". لغلاء اللحوم في عيد الأضحى وما قبله تفسير لدى الحاج محمد" الأعلاف غليت جدًا نتيجة إن الحبوب الزراعية غليت، وكمان نقل الأعلاف ديه من المحافظات لحد القاهرة أو المحافظات الثانية، المحروقات غليت فسببت ارتفاع أسعار النقل، وده بيصب في النهاية في سعر كيلو اللحمة او الفرخة أما نقل أكلها لوحده بيتكلف كتير، غير ثمنها هي فهي سلسلة حلقات متصلة ببعضها". لا يعرف قاموسه إلا شيء واحد إن يستفيد من كل شيء حوله، فالدجاج يحيط به ليس لونسه ولكن لها وظيفة"انا مربي الفراخ ديه كلها هنا والديك الرومي عشان تاكل الذرة والعلف اللي بيقع على الأرض، بدل ما يترمي ، وبعدين الفرخة تكبر ندبحها ونأكلها احنا". السبيل الوحيد الذي من أجلها قد يترك الحاج محمد كل شيء خلفه هو زيارة بيت الله الحرام" مش هاقوم من مكاني إلا عشان أروح الحج السنة الجاية، ده كل اللي أنا عايزه من الدنيا وأشوف أولادي مبسوطين". Follow us on: ▶http://www.itfarrag.com/ ▶https://www.facebook.com/itfarragofficial ▶https://twitter.com/itfarrag ▶https://plus.google.com/+Itfarrag
