تحليل: روسيا وأميركيا لن تتواجها على الأرض السورية

  • 7 years ago
شهدت السياسات الأميركية تجاه سوريا تحولا مهما منذ تسلم الرئيس دونالد ترامب مقاليد البيت الأبيض، فقد أبدى الرئيس الجديد لهجة أكثر قسوة في التعاطي مع نظام الرئيس بشار الأسد بالمقارنة مع سياسات النأي بالنفس التي انتهجاها سلفه براك أوباما.

ففي لهجة تصعيدية، أعلنت الولايات المتحدة الثلاثاء أن النظام السوري سيدفع “ثمنا باهظا” في حال استخدامه السلاح الكيميائي، وذلك بعيد رصد الأميركيين استعدادات من جانب النظام السوري لشن هجوم كيميائي جديد.

ففي نيسان/ أبريل، وجه الجيش الأميركي ضربة صاروخية على قاعدة عسكرية سوريا في محافظة حمص، قال إنها تأتي كردٍ عقابي على مزاعم استخدام الجيش السوري للسلاح الكيميائي ضد المدنيين في بلدة خان شيخون بمحافظة إدلب.

وأسقطت قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن مؤخرا طائرة عسكرية سورية كانت تقصف قوات سوريا الديموقراطية التي تحارب تنظيم الدولة الإسلامية وتدعمها واشنطن أيضا.

وأثار الحادث توترا مع روسيا الحليف الأقوى لنظام الرئيس الأسد على الأرض السورية، حيث دعمت القوات الروسية على الأرض وفي السماء نظام الرئيس الأسد في حربه على الفصائل المعارضة من جهة، وكذلك ضد تنظيم مايعرف بالدولة الإسلامية.

ويأتي هذا الموقف غداة اعلان الولايات المتحدة انها رصدت استعدادات من جانب النظام السوري لشن هجوم كيميائي آخر، محذرة اياه من انها ستجعله يدفع “ثمنا باهظا” في حال حصول ذلك.

المحلل السياسي السوري طارق العبد قال من العاصمة دمشق: “انخراط الولايات المتحدة الأميركية في الحرب السورية حاليا لديه رسالة واضحة مفادها إننا عدنا مجددا”.

وأضاف العبد عن الأهداف الأميركية في سوريا: “هذا لا يعني أن الأميركيين سيتورطون أكثر في سوريا، على الأقل في المرحلة الحالية”.

رغم تعاقب حوادث التوتر بين الأميركيين الروس على الأرض السورية لكن الطرفين لا يبديان أية رغبة في التصعيد، بحسب ما يقول المحلل السوري طارق العبد: “لا روسيا ولا أميركيا ترغبان في دخول حرب طويلة الأمد أو مباشرة على الأرض السورية”.

وعن دوافع روسيا قال العبد: “بالحديث عن روسيا فإنها تريد تحديد الدور الأميركي، ومنع الأميركيين من التفرّد في الساحة السورية”.

وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس أكد الاثنين على أهمية الحفاظ على قنوات التواصل مع روسيا.

حيث تساهم خطوط اتصال خاصة بين مركز قيادة العمليات الجوية للتحالف ومقره في قطر وبين مركز قيادة روسيا السماح في تبادل المعلومات تفاديا للحوادث في السماء السورية.

إلا أن موسكو علقت العمل بهذه القنوات مؤخرا.

Recommended