بادرتك النار

  • il y a 16 ans
فلم تشعر إلا والكلوب قد دخل في جلدك ولحمك ، فجذبت به ،وبادرت إليك النار ثائرة غضبانة لغضب مولاها ، فهي تجذبك ،وأنت تهوي من الجسر وتنادي حين وجدت مس نفحها : ويلي ويلي ، وقد غلب على قلبك الندم والتأسف ألا كنت أرضيت الله عز وجل ؛ فرضي عنك ،وأقلعت عما يكره قبل أن تموت ، فغفر لك ، حتى إذا صرت في جوفها التحمت عليك بحرقها ، وقلبك قد بلغ غاية حرقته ومضيضه ، فتورمت في أول ما ألقيت فيها ، ونادي الله عز وجل النار ، وأنت مكبوب على وجهك تنادي بالويل والثبور ، فناداها : ( هل امتلأت) ؟ فسمعت نداءه ،وسمعت إجابتها له : ( هل من مزيد ) ؟ ( يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ (30))[ سورة ق : 30] يقول هل لمن سعة وأنت في قعرها ، وهي تتلهب في بدنك ، لها قصيف في جسدك ، ثم لم تلبث أن تقطر بدنك ، وتساقط لحمك ،وبقيت عظامك ، ثم أطلقت النار على ما في جوفك فأكلت ما فيه ، فتوهم كبدك والنار تداخل فيها ، وأنت تنادي ، فلا ترحم ، وتبكي وتعطي الندم إن رددت ألا تعود ، فلا تقبل توبتك ، ولا يجاب نداؤك.

Recommandée