وصية أم لابنتها في ليلة الزفاف للشيخ كشك

  • il y a 10 ans
وصية أمامة بنت الحارث لابنتها عند زفافها إلى ملك كندة

قالت أمامة بنت الحارث لابنتها عند زفافها إلى ملك كندة :
يا بنية ، إن الوصية لو تركت لفضل في الأدب ، أو مكرمة في الحسب ، لتركت ذلك منك ، ولزويتها عنك . ولكنها تذكرة للغافل ، ومعرفة للعاقل .

أي بنية ، لو استغنت المرأة عن زوجها بغنى أبيها وشدة حاجتها إليه ، لكنت أغنى الناس عنه.

إلا أنهن خلقن للرجال ،كما لهن خلق الرجال.

أي بنية ، إنك قد فارقت الجو الذي منه خرجت ، والعش الذي فيه درجت ، إلى وكر لم تعرفيه ، وقرين لم تألفيه.

أصبح بملكه عليك ملكيا ، فكوني له أمة يكن لك عبدا .

احفظي منه خصالا عشرا ، تكن لك دركا وذكرا :

ـ أما الأولى والثانية :

فالصحبة له بالقناعة ، والمعاشرة له بحسن السمع والطاعة .

فإن في القناعة راحة القلب ، وفي حسن السمع والطاعة رضي الرب.

ـ وأما الثالثة والرابعة :

فالتفقد لموضع أنفه ، والتعاهد لموضع عينه.

فلا تقع عينه منك على شيء قبيح ،ولا يشم منك إلا أطيب ريح .

وإن الكحل أحسن الموجود ، والماء أطيب الطيب المفقود.
ـ وأما الخامسة والسادسة :

فالتعاهد لموضع طعامه ، والتفقد له حين منامه .

فإن حرارة الجوع ملهبة ، وإن تنغيص النوم مغضبة.

وأما السابعة والثامنة :

فالإرعاء على حشم وعياله، والاحتفاظ بماله.

فإن أصل الاحتفاظ بالمال حسن التقدير ، و الرعاء على الحشم والعيال حسن التدبير.

وأما التاسعة والعاشرة:

فلا تفشي له سرا ، ولا تعصي له في حال أمرا ؛ فإنك إن أفشيت سره لم تأمني غدره ، وإن عصيت أمره أوغرت صدره.

ثم اتقي يا بنية الفرح لديه إذا كان ترحا ، والكآبة إذا كان فرحا ، فإن الخصلة الأولى من التقصير ،والثانية من التكدير .

وكوني أشد ما يكون لك إكراما أشد ما تكونين له إعظاما.واشد ماتكونين له موافقة وأطول ما تكونين له مرافقة .

واعلمي يا بنية أنك لن تصلي إلى ما تحبين منه حتى تؤثري رضاه على رضاك ،وهواه على هواك ، فيما أحببت وكرهت ، والله يخير لك ويحفظك

Recommandée