علي عالي

  • vor 17 Jahren
أكرم بالإمام علي (عليه السلام) علماً من أعلام الأمة، وبطلاً من أبطال جهادها، وخليفة من خيرة راشديها، فلقد كان للمسلمين إماماً يهتدون به، وقدوة يسيرون على نهجه، ونبراساً يستضيئون بنور علمه.

أما بالنسبة لنا، فهو ليس فقط إماماً نقتدي به، وقدوة نقتفي أثره، ونبراساً نستنير بفكره، وإنما هو ذوب ينساب في دمائنا، ومصباح يتأجّج في قلوبنا.. يمنحنا النور والإيمان من داخلنا... من داخل عقولنا وذواتنا، ومن عميق قلوبنا ونفوسنا.. فهو جزء لا يتجزأ من كياننا وأحاسيسنا.

ويكفي هذا الإمام العظيم شرفاً ورفعة، أنه كان (ربيب رسول الله)، فهو الإنسان الوحيد الذي نشأ في أكناف النبوة، وتربّى في أحضان الرسالة، يغذوه النبي (صلى الله عليه وآله) بأفكاره، وينفحه بمبادئه، مثلما يغذوه الطعام ويرشفه الماء.

ورغم قوة شخصية النبي (صلى الله عليه وآله)، وامتداد فكرة وملازمة الإمام له، إلا أن الإمام (عليه السلام) لم يكن صورة منطبعة عنه، ولا كان امتداداً تبعياً لشخصيته، بل كان الإمام (عليه السلام) نسيج وحده، وشخصية قائمة بذاته.

Empfohlen