أمراض مزمنة تهدد الشباب في الإمارات

  • 9 months ago
بعد أن كانت أمراض السكري، وارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب والسمنة، والضغط النفسي والتوتر والقلق، وارتفاع الكوليسترول تقتصر على كبار السن بشكل كبير سابقًا، حذر أطباء في السنوات الأخيرة من انتشار هذه الأمراض المزمنة بين الشباب واليافعين والأطفال بشكل ملحوظ في الإمارات. وتعود الأسباب إلى تغير نمط الحياة المعتمد على غذاء غير الصحي، والتدخين وعدم ممارسة الرياضة، والعمل المكتبي، وانتشار التكنولوجيا الحديثة التي قللت حركة الأشخاص وتنقلاتهم، مشددين على أن عوامل نمط الحياة تلعب دورًا كبيرًا في الإسهام في الأمراض المزمنة، مثل مرض السكري من النوع الثاني، وأمراض القلب التي تؤدي إلى الإعاقة المبكرة والوفاة. ورصد أطباء زيادة نسب الإصابة بالأمراض المزمنة في فئة الشباب وصغار السن مشيرين إلى أن السمنة والسكري يأتيان في المراتب الأولى نتيجة تغير العادات المجتمعية وأسلوب الحياة، ما جعل الأمراض التي كانت تصيب الكبار في السابق، تصيب الشباب والصغار الآن نتيجة قلة الحركة، والنظام الغذائي غير الصحي المسيطر على نمط حياة البعض. وبناء على نتائج المسح الوطني 2018، تصل نسبة السمنة عند البالغين في الإمارات إلى 27.8%، بينما بلغت عند الأطفال واليافعين 17.35% في الفئة العمرية من خمسة إلى 17 عامًا، حسب آخر الإحصاءات الناتجة عن الفحص الدوري لطلبة المدارس، فيما توقع الأطباء ارتفاع هذه النسبة نتيجة جائحة كوفيد-19 وما ترتب عليها من الدراسة المنزلية وتقييد الحركة، وتناقص فرص الأنشطة خارج المنزل، فضلًا عن الإقبال على طلب توصيل الأطعمة الجاهزة إلى المنازل، ما أسهم في انتشار نمط حياة غير صحي بين الصغار والشباب، حيث لاحظ الأطباء زيادة في عدد المرضى الذين يبحثون عن علاجات طبية وجراحية لإنقاص الوزن تراوح أعمارهم بين 14 و18 عامًا. وكشف استشاري الطب الباطني والسمنة في مدينة برجيل الطبية، الدكتور محمد فتيان، وجود خمس دراسات أجريت على فئة الشباب في الإمارات شملت نحو 13 ألف شاب، وجدت أن أقل من 25% من الشباب مهتمون أو يمارسون الرياضة الخفيفة بشكل يومي، و25% لم يكونوا ملتزمين بأي نوع من الحركة والرياضة، ونسبة قليلة منهم كانوا مهتمين بالرياضة اليومية، أو على الأقل خمسة أيام في الأسبوع، وهذا أحد أهم أسباب زيادة الوزن وظهور الأمراض المزمنة في عمر مبكر. وقال فتيان: "خلال السنوات القليلة الماضية كان هناك ارتفاع ملحوظ في أعداد المصابين بالأمراض المزمنة، مثل الضغط والسكري وارتفاع الكوليسترول في فئة الشباب، وفي الغالب تعود هذه الزيادة إلى نظام الحياة الذي يتبعه الشباب في الوقت الراهن من ناحية النمط الغذائي المعتمد بصورة عالية على الوجبات السريعة، والوجبات الدسمة والنشويات، مقابل قلة الفاكهة والخضراوات، وكذلك قلة الحركة والرياضة، خصوصًا أن معظم الوظائف التي يشغلها الشباب حاليًا عبارة عن عمل مكتبي". وأضاف: "أدى نمط الحياة الراهن إلى زيادة السمنة في فئة الشباب، وتعد السمنة من أهم أسباب الأمراض المزمنة ومضاعفاتها. ومن الأسباب الأخرى التدخين والكحول وقلة ساعات النوم والضغوط النفسية". وتابع فتيان: "لتجنب الشباب الأمراض المزمنة والوقاية منها، يجب اتباع نظام غذائي متوازن وتجنب التدخين والحصول على قسط كاف من النوم، ومراقبة الوزن والالتزام بالرياضة والحركة". ونصح الشباب في عمر 18 عامًا فما فوق، بزيارات دورية لطبيب العائلة لإجراء الفحوص السريرية ومراقبة العوامل الحيوية، وإجراء تحليل دم إذا لزم ذلك، لكون التشخيص المبكر يمنع ويقلل حالات الوفاة. وأكد الطبيب الاستشاري والجراح في معهد أمراض الجهاز الهضمي بمستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي"، الدكتور جافيد رزا، أن سهولة الحصول على الوجبات السريعة عالية السعرات الحرارية، وانخفاض الساعات المخصصة للنشاط البدني، يسهمان في الزيادة المقلقة لمعدلات الوزن والسمنة بين الشباب في الإمارات، فالمرضى الذين يزيد مؤشر كتلة جسمهم على 25، لديهم عوامل خطر الإصابة بالأمراض المزمنة، مثل السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان. وقال: "توجد العديد من الأدلة تشير إلى أن معدل زيادة الوزن والسمنة يظل مرتفعًا بشكل مزعج في دولة الإمارات، وما يزيد القلق هو أن هذا العدد يبدو وكأنه في ازدياد مطرد بين الفتية والشباب"، مشيرًا إلى أن "زيادة عدد المرضى المقدمين على برنامج السمنة في المستشفى علامة من علامات الوعي بأنهم في حاجة إلى استعادة صحتهم وعافيتهم، إلا أنها كذلك تظل مؤشراً على حجم المشكلة، وهي مشكلة تحتاج إلى حل، وهذا الحل يكون من خلال تثقيف المجتمع ونشر الوعي بين الأبناء". وأكد أطباء أسرة: أيمن عبدالعزيز، ومحمد موسى، ومريم عادل، أن السكري والضغط المرتفع من الأمراض المزمنة التي تظهر مع التقدم في العمر، ولكن في الفترة الحالية أصبحت هذه الأمراض تظهر لدى الشباب في سن العشرين، وتشير إلى وجود عوامل تتسبب في إصابة الشباب بالضغط والسكر، من أبرزها السمنة وقلة ممارسة الرياضة والتدخين، والوجبات السريعة، وأيضًا عدم ثقافة التشخيص المبكر، إضافة إلى التوتر الناتج عن ضغوط الحياة. وحذروا من خطر الإصابة بالسكتات الدماغية الصغرى (النوبات الإقفارية العابرة) نتيجة ارتفاع ضغط الدم، وارتفاع الكوليسترول ومرض السكري، والرجفان الأذيني والسمنة، ونمط الحياة الخالي من النشاط، والتدخين والإفراط في شرب الكحول، وتوقف التنفس أثناء النوم، مشيرين إلى أن الإصابة بهذه النوبات تزيد خطر الإصابة بسكتة دماغية كاملة مستقبلًا قد تؤدي إلى الإصابة بإعاقة طويلة الأمد أو حتى الوفاة. وأكد الأطباء وجود ثماني عادات يساعد الانتظام في ممارستها على الابتعاد عن خطر الإصابة بالأمراض المزمنة والخطرة، تشمل الانتظام في ممارسة النشاط البدني، والامتناع عن التدخين، واتباع نظام غذائي صحي، وعدم تعاطي المخدرات وتجنب شرب الكحوليات، والتعامل الجيد مع الإجهاد، والنوم جيدًا، وتكوين علاقات اجتماعية إيجابية. ووفقًا لوزارة الصحة ووقاية المجتمع، فإن انتشار السمنة بين الفتية والشباب في عمر خمسة إلى 17 عامًا في الإمارات بلغ 14.45% في

Recommended