ما هي صفات المنافقين في عهد نبي الله يوسف (عليه السلام)؟
  • 7 yıl önce
مقتطفات من حديث السيد عدنان أوكتار على قناة A9TV بتاريخ 23 يناير 2016

 

عدنان أوكتار: يلجأ المنافقون لأسلوب تضخيم الذات، يحاولون اللعب على عواطف الناس عن طريق التظاهر بالحال البائسة. وقد أخبرنا الله سبحانه وتعالى بذلك بكل دقائقه عندما ساق لنا مثل نبيه يوسف (عليه السلام)، فقد اقترف المنافقون الذين جاء ذكرهم في هذا المثل جريمة ثم حاولوا إخفاء نذالتهم وأفعالهم المشينة عن طريق استخدام العاطفة. إنهم يفعلون فعلًا دنيئًا بغيضًا، أما أن يغفر الله لهم أو لا يغفر فتلك مسألة أخرى.

يقول الله سبحانه وتعالى في سورة يوسف، آية 15: "فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ". كما ترون فإنهم يتصرفون كجماعة. "وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ" سورة يوسف 15. وبعبارة أخرى، فإن الله سبحانه وتعالى يخبرنا أنه ربما يكون من الأفضل أن نصارح المنافقين بعد حين بخستهم ونكشف ألاعيبهم الدنيئة في وجوههم. "وَجَاءُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ" سورة يوسف 16. انظروا، هذا هو بالضبط أسلوب المنافق. "قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ" كذلك يجيد المنافقون اختلاق القصص الزائفة، ويأتون بالأكاذيب في لمح البصر. بإمكانهم تأليف قصة على الفور وفي التو واللحظة. "وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ". ولكن إذا لاحظتم فإنهم كذابون حمقى. "وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ" سورة يوسف 17.

ثم إنهم مع ذلك يحاولون إثارة شفقة أبيهم منذ البداية بقولهم "أنت على أي حال لن تصدق ما أقوله لك أبدًا لأنك لا تحبني، ولا تكن لي احترامًا". وبالتالي ماذا سيكون رد فعل الآخر؟ سوف يضطر لاتخاذ موقف المدافع. هذا بالضبط هو أسلوب المنافقين. انظروا، يقول المنافقون "وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ". هذا هو الاتهام المضاد، افتراء فاضح. "مَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا" والمنافقون يدركون الموقف الذي هم فيه، ولكنهم ما زالوا يحاولون أن يجعلوا أباهم يبدو وكأنه شخص لوّام يزدريهم ولا يبالي بهم، وبالتالي فسوف يصبح شعورهم بأنفسهم على نحو أفضل بينما يخلفون لدى أبيهم شعورًا مقيتًا. ويعتقد المنافقون أن بإمكانهم بهذه الطريقة أن يفلتوا من العقاب عما اقترفوه، يعتقدون أن هذا أسلوبٌ شيطانيٌ وغاية في الذكاء، ولكن على العكس من ذلك، فبإمكان الناس كشف هذا الأمر بسهولة.

في سورة الحشر يخبرنا الله سبحانه وتعالى في شأن المنافقين: "إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ" سورة الحشر 11. الكذب أول علامات النفاق، ولكن كذبهم متكرر ومفضوح، يحاولون أن يتبوؤوا مكانًا في المجتمع عن طريق البكاء والنواح، وإثارة القلاقل أو اتهام الآخرين. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم "وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ". دائمًا ما يتخذ المنافقون استعداداتهم قبل تدبير المؤامرة. من الممكن أن يعدوا لمؤامرتهم أيامًا. نضرب مثالًا بمنافق يريد أن يسرق شيئًا، فإنه في البداية يتناوله ثم يخبر مالكه أنه شيء عديم القيمة، ثم يحذر المالك من أن هذا الشيء ربما يسرق بسهولة من مكانه هذا، بعد ذلك سيذهب ويسرق هذا الشيء، وعندما يسرقه يظن بأنه من الممكن أن يفلت من العقاب حيث أنه قد أرسى قواعده مسبقًا. الإعداد هام جدًا بالنسبة للمنافقين، دائمًا هم مهيئون لأفعالهم الدنيئة. قد تستغرق استعداداتهم أيامًا أو أسابيع، وهم أبدًا لن يُقدموا على
Önerilen