من فرائس أبي فراس | إلى كم ذا العتاب وليس جرم

  • 11 years ago
بصوت د.علي بن تميم

واحدة من أجمل قصائد أبي فراس الحمداني، قالها في الأسر مصوّرا حالته ووفاءه وشوقه، وقد جاءت القصيدة في جواب له على عتاب سيف الدولة، بعدما أنصت للوشاة، فخدشت المودة الرابطة بين الشاعر وابن عمه، مما أظهر سيف الدولة للشاعر الجفاء وأخّر عنه الفداء وهو في الأسر يحنّ إلى دياره وأهله، يقول في القصيدة:

إلى كَمْ ذا العِقَابُ وَلَيْسَ جُرْمٌ
و كمْ ذا الإعتذارُ وليسَ ذنبُ؟

فلا بالشامِ لذَّ بفيَّ شربٌ
وَلا في الأسْرِ رَقّ عَليّ قَلْبُ

فَلا تَحْمِلْ عَلى قَلْبٍ جَريحٍ
بهِ لحوادثِ الأيامِ ندبُ

أمثلي تقبلُ الأقوالُ فيهِ؟
وَمِثْلُكَ يَسْتَمِرّ عَلَيهِ كِذْبُ؟

جناني ما علمتَ ، ولي لسانٌ
يَقُدّ الدّرْعَ وَالإنْسانَ عَضْبُ

وزندي، وهوَ زندكَ، ليسَ يكبو
وَنَاري، وَهْيَ نَارُكَ، لَيسَ تخبو

وفضلي تعجزُ الفضلاءُ عنهُ
لأنكَ أصلهُ والمجدُ تربُ

فَلَمّا حَالَتِ الأعدَاءُ دُوني،
وأصبحَ بيننا بحرٌ و" دربُ"

ظَلِلْتَ تُبَدّلُ الأقْوَالَ بَعْدِي
ويبلغني اغتيابكَ ما يغبُّ

فقلْ ما شئتَ فيَّ فلي لسانٌ
مليءٌ بالثناءِ عليكَ رطبُ

وعاملني بإنصافٍ وظلمٍ
تَجِدْني في الجَمِيعِ كمَا تَحِبّ

Recommended