محمود درويش - مقتطفات نشيد الخبز والورد
  • 11 years ago
محمود درويش - مقتطفات نشيد الخبز والورد

قالت الأم : في بادئ الأمر لم
أفهم الأمر.

قالوا: تزوج منذ
قليل. فزغردت، ثم رقصت وغنيت
حتى الهزيع الأخير من الليل، حيث
مضى الساهرون ولم تبق إلا سلال
البنفسج حولي.

تساءلت: أين العروسان؟

قيل: هناك فوق السماء ملاكان
يستكملان طقوس الزواج. فزغردت،
ثم رقصت وغنيت حتى أصبت
بداء الشلل
فمتى ينتهي، يا حبيبي، شهر العسل؟

إذا لم تكن مطراً يا حبيبي
كن شجراً
مشبعاً بالخصوبة ... كن شجرا
وإن لم تكن شجراً يا حبيبي
فكن حجراً
مشبعاً بالرطوبة.. كن حجراً
وإن لم تكن حجراً يا حبيبي
فكن قمراً
في منام الحبيبة... كن قمراً
(هكذا قالت امرأة
لابنها في جنازته )

إلى قاتل : لو تأملت وجه الضحية
وفكرت , كنت تذكرت أمك في غرفة الغاز
, كنت تحررت من حكمة البندقية
وغيرت رأيك : ما هكذا تستعاد الهوية

إلى قاتل آخر
لو تركت الجنين ثلاثين يوماً ..
اذاً لتغيرت الاحتمالات
قد ينتهي الاحتلال
و لا يتذكر ذاك الرضيع زمان الحصار
فيكبر طفلاً معافى
و يصبح شاباً ....
و يدرس في معهد واحد
مع إحدى بناتك ،
تاريخ آسيا القديم ..
و قد يقعان معاً في شباك الغرام..
و قد ينجبان ابنةً ....
و تكون يهوديةً بالولادة!..
ماذا فعلت اذاً !؟
صارت ابنتك الآن أرملةً..
و الحفيدة يتيمة..
فماذا فعلت بأسرتك الشاردة...
و كيف أصبت ثلاث حمائم..
بالطلقة الواحدة..
---
الشهيدة ....
بنت الشهيدة ...
بنت الشهيد ...
و أخت الشهيد
و أخت الشهيدة
كنة أم الشهيدة
حفيدة جدٍ شهيدٍ
و جارة عم الشهيد
إلى آخره ... إلى آخره
ولا شيء يحدث في العالم المتمدن
فالزمن البربري انتهى
و الضحية مجهولة الاسم عاديةٌ
و الضحية مثل الحقيقة ... نسبيةٌ
إلى آخره ... إلى آخره ... إلى آخره
سيمتد هذا الحصار ....
إلى أن نعلم أعدائنا نماذج
من شعرنا الجاهلي

سيمتد هذا الحصار ....

إلى أن يحس المحاصِر
مثل المحاصَر

أن الضجر صفةٌ
من صفات البشر

حاصر حصارك بالجنون ..
و بالجنون و بالجنون

ذهب الذين تحبهم ذهبوا ....

فإما أن تكون ...أو لا تكون
-------------------
نشيد الخبز والورد
photos/vidéos : ridha sellami رضا السلامي
skhira 2013 الصخييرة
http://www.skhira.net
Recommended